- 
                        العنوان:الموقف شرفٌ لا يُشترى.. ومن ينتظر الشكر لم يفهم المعركة
- 
                        المدة:00:00:00
- 
                        الوصف:غزة لا تحتاجُ الشكر، بل تحتاجُ أن نستحقَّ أن نُحسَبَ في صفها؛ فمن يقفْ مع الحق لا ينتظرْ مقابلًا؛ لأنه يعلم أن الأجرَ من الله وحده، وأن النصرَ وعدٌ إلهيّ لا يُخلف.
- 
                        التصنيفات:مقالات
- 
                        كلمات مفتاحية:
***************************
قال تعالى: {لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9) إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يومًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا (10) فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَٰلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا (11)}
من ينتظر شكرًا على إسناد غزة لم
يفهم معنى الاصطفاف بين الحق والباطل.
فالقضية ليست منّةً يُقدَّم عنها
الامتنان، بل امتحانٌ للضمير الإنساني والهوية الأخلاقية للأُمَّـة.
الموقف الذي يُنتظر عليه الثناء يسقط
عنه شرف النية، ويفقد صاحبه مكانه في صفوف الأحرار.
نحن "غرّامة" وأهل دار، لا
ضيوف في هذه المعركة.
يُشكر الأغيار ممن حضروا ضيوفًا ثم
غادروا، أما نحن فأبناء البيت، أهل القضية، وأهل الحرب منذ فجر التاريخ.
نخفّ إلى الميدان حين لا يخفّ إليه
إلا أشباهنا، وعندما يذهب الناس بالغنائم، نعود نحن بالله ورسوله، لأننا أكتافٌ
يوم عزّت الأكتاف، وأما ذوو البطون فالأرض منهم مُتخمة.
ها هنا قومٌ لا يحتشدون إلى وليمة، ولا
يُفتقدون إلا يوم الملحمة.
فلتُشكر القانع والمعترّ، أما نحن
فلا حاجة.
لأننا إخوان يوم الشكر، وإخوان يوم
الفداء، ولسنا من الذين يطلبون المجد في زمن الراحة، بل نصنع المجد في زمن النار.
نحن لم نتحَرّك طمعًا بمديحٍ هنا أَو
تصفيقٍ هناك، بل لأننا أبناء هذه القضية التي تجري في عروقنا كما يجري الدم في
الجسد.
تحَرّكنا لأننا نعلم أن الدماء التي
سالت من لبنان إلى اليمن، ومن العراق إلى إيران، لم تكن تبحث عن عناوين في الصحف
أَو وسومٍ في مواقع التواصل، بل عن إحقاق الحق، وردع الباطل، وإحياء معنى العزة في
زمن التهافت.
يكفينا أن نُعرف هناك، في ساحات
النار، لا في شاشات الهواتف.
يكفينا رجال الله الذين يخطّون
بدمائهم وثباتهم سطور العزة في وجه آلة القتل الصهيونية، بينما بعض المتفرجين
يكتفون بإحصاء الضحايا أَو كتابة التغريدات.
لم تقم أُمَّـة بمؤمنٍ ضعيف، فالإيمان
الضعيف لا يُقيم جدارًا ولا يحرّر أرضًا.
الضعف عارض، والأصل القوة.
والمرض طارئ، والأصل في الجسد الصحة.
لذلك لا نحرض الناس على "أضعف
الإيمان"، بل على "ذروة السنام"، على الموضع الذي تتجلى فيه
العزيمة وتُصنع فيه الكرامة.
القرآن الكريم خاطب العظماء
بالقوة:
"يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ
بِقُوَّةٍ".
لأن طريق الحق لا يُسار فيه بخطى
المتردّدين، بل بخطى الواثقين الذين يعلمون أن النصر وعدٌ إلهيّ لا يتحقّق بالركون
أَو التبرير، بل بالفعل والصبر والثبات.
حتى الدعاء، وهو عبادة التضرع، لا
يُستجاب إلا من قلبٍ في الميدان.
فالله لم يقل لمريم عليها السلام:
"انتظري رزقي"، بل قال:
"وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ
النَّخْلَةِ"
أي خذي بالأسباب، تحَرّكي، بادري، ثم
انتظري المعجزة.
وهكذا هي معركة غزة: معركة
الأُمَّــة جمعاء.
لا تكفي فيها الشعارات ولا الصور ولا
التبريرات، بل الفعل والموقف والدم.
إنها امتحان عملي لمعنى الإيمان، ومعيارٌ
يُفرز به الصادق من المدّعي.
اليمن، بعمقه الإيماني وتاريخه
الجهادي، لم يكن يومًا ضيفًا على مسرح الأُمَّــة، بل من أصحاب العرض.
يقوم بواجبه ولا ينتظر الثناء؛ لأن
قيامه لله، لا ترفًا ولا هواية.
اليمن في قلب الطوفان، وشعبه يعرف أن
الشكر لا يُطلب من الإخوة، بل يُوجه لله على نعمة الاصطفاف في صف الحق.
وإن جئنا للحق، فنحن من نطلب
المسامحة من أهلنا في غزة عن تقصيرنا معهم.
هم من يستحقون الشكر والتقدير والاحترام،
فلقد دفعوا ثمنًا باهظًا دفاعًا عن الكرامة العربية والإسلامية، وهم آخر قلاع
العروبة الصامدة والإيمان الحيّ.
فهل ينتظر الحر شكرًا من أخيه؟ وهل
ينتظر الابن شكرًا من أمه أَو أباه؟
نحن في اليمن نعتبر أبناء غزة أبناءَنا،
نشاركهم الهدف والدم والمصير، وعدونا واحد ووجهتنا واحدة، وميداننا واحد هو ميدان
الكرامة والحق.
غزة لا تحتاج الشكر، بل تحتاج أن
نستحق أن نُحسب في صفها. 
فمن يقف مع الحق لا ينتظر مقابلًا؛ لأنه
يعلم أن الأجر من الله وحده، وأن النصر وعدٌ إلهيّ لا يُخلف.
"فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ
ذَٰلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا".
 
            تغطية إخبارية | حول آخر التطورات والمستجدات في غزة و لبنان و السودان | مع العميد عمر معربوني و حسين مرتضى و محمد جرادات و حمزة البشتاوي و محمد عثمان و إيهاب شوقي 08-05-1447هـ 30-10-2025م
 
            تغطية إخبارية | حول آخر التطورات والمستجدات في غزة | مع عماد أبو الحسن و عبدالإله حجر 08-05-1447هـ 30-10-2025م
 
            تغطية إخبارية | حول آخر التطورات والمستجدات في غزة ولبنان | مع وسيم بزي و ناصر قنديل و محمد منصور و حميد الرفيق 07-05-1447هـ 29-10-2025م
 
            تغطية إخبارية | حول آخر التطورات والمستجدات في غزة ولبنان | مع عصري فياض و عمر الحامد و حسان الزين و محمد هزيمة 03-05-1447هـ 25-10-2025م
 
            الحقيقة لاغير | ما هي أسباب وأسرار العداء السعودي التاريخي لليمن وماذا عن وصية عبد العزيز لمنع استقرار اليمن واستقلاله؟ | 06-05-1447هـ 28-10-2025م
 
            🔵 الحقيقة لاغير | قراءة في الموقف اليمني إلى جانب غزة وفلسطين على ضوء مائة عام من الصراع العربي الإسرئيلي - ( الجزء 02) | 04-05-1447هـ 26-10-2025م
 
            الحقيقة لاغير | قراءة في الموقف اليمني إلى جانب غزة وفلسطين على ضوء مائة عام من الصراع العربي الإسرئيلي - ( الجزء 01) | 03-05-1447هـ 25-10-2025م
 
            لقاء خاص | مع السيد عبدالكريم نصرالله (والد شهيد الإسلام والإنسانية السيد حسن نصرالله) 06-04-1447هـ 28-09-2025م
 
            لقاء خاص | مع عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب رامي أبوحمدان - قراءة في المشهد اللبناني وتطوراته 22-02-1447هـ 16-08-2025م
 
                 
                 
                 
                 
                 
                 
                 
                 
                 
                 
                 
                 
                 
                 
             
             
             
             
             
             
            