• العنوان:
    يوم النصر العظيم (غزة تنتصر ويُهزَم الطغيان)
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    ها هو التاريخ يكتب من جديد صفحة من أنقى صفحات العزّة، يومٌ سُمي بحق يوم النصر العظيم؛ يوم وضعت فيه الحرب أوزارها على أرض غزة بعد عامين من العدوان الصهيوني الوحشي الذي لم يعرف للإنسانية معنى ولا للرحمة طريقًا.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

عامان من القتل والحصار والتدمير، أراد العدوّ من خلالهما كسر إرادَة شعب لا يكسر، وطمس هوية مقاومةٍ لا تنطفئ، لكنه خرج في النهاية يجر ذيول الهزيمة، مكسور الرأس، منكسر الإرادَة، بعدما عجز عن تحقيق أبسط أهدافه، حتى عن استعادة أسير واحد، رغم آلة الحرب التي سخرها بأحدث ما في ترسانته العسكرية.

إن وقف إطلاق النار في غزة لم يكن استسلاما ولا هدنةً مؤقتة كما يحاول البعض تصويره، بل كان إعلان انتصار واضح لشعب صمد بكل فئاته، وللمحور العربي والإسلامي الذي دعم الحق الفلسطيني بكل ما استطاع.

لقد فرضت المقاومة شروطها وأثبتت للعالم أن الإيمان والعزيمة أقوى من الطائرات والدبابات، وأن من يملك القضية يملك النصر مهما طال الزمن.

وفي قلب هذا النصر كان موقف اليمن حاضرًا بكل فخر وكرامة.

منذ اللحظة الأولى أعلن اليمنيون موقفهم الثابت مع فلسطين قلبًا وقالبًا، لا بالكلمات فقط بل بالفعل، والموقف العملي في الساحات والميادين.

خرجت ملايين اليمنيين في المسيرات الحاشدة من صنعاء إلى صعدة والضالع والحديدة، يهتفون لغزة ويدعمونها بما استطاعوا، فيما كانت العمليات البحرية اليمنية البطولية في البحر الأحمر تشل حركة العدوّ وتفرض معادلة جديدة أربكت الكيان الصهيوني وحماته، وأكّـدت أن فلسطين ليست وحدها في الميدان.

لقد كان اليمن شريكًا فاعلًا في النصر، ليس فقط بالدعم المعنوي، بل بقراره الجريء في مواجهة الكيان الصهيوني ومساندة محور المقاومة بكل الوسائل المتاحة، فكان لذلك أثر بالغ في توازن القوى وفي إيصال رسالة أن الأُمَّــة ما زالت حية.

إن ما تحقّق في غزة ليس مُجَـرّد انتصار عسكري، بل نصر عقائدي وإنساني وأخلاقي، نصرٌ لقيم الحق والحرية والكرامة، وهزيمة لمشروع التطبيع والانبطاح أمام الصهاينة.

ويظل هذا اليوم شاهدًا على أن دماء الشهداء لم تذهب سدى، وأن الشعوب التي تؤمن بقضيتها لا تُهزم مهما تكالب عليها الأعداء.

فالمعركة لم تنتهِ بعد، لكنها اليوم أثبتت أن القدس أقرب، والنصر أوضح، واليمن وفلسطين وكل أحرار الأُمَّــة على موعد مع فجرٍ جديدٍ يشرق من بين الركام.