• العنوان:
    لماذا نراعي من لا يراعينا؟!
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    منذ أن أعلن دونالد ترامب بكل وقاحةٍ أن القدس عاصمة لكيان الاحتلال، ثم منح الجولان المحتلّ للكيان الصهيوني كما يُمنحُ عقارٌ خاص، وأطلق ما سمّاها "صفقة القرن"، وهو يُعرّي الحقيقة المُــرَّةَ التي يتجاهلها كثيرٌ من الحكام العرب: أنَّ أمريكا لا تراعي مشاعر العرب، ولا تحترمهم، ولا تراهم سوى أدوات لخدمة للاحتلال.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

ترامب لم يتحدث بلسانه فقط، بل بلسان المؤسّسة الأمريكية كلها، حين قال إنَّ مصلحة كيان الاحتلال فوق كُـلّ مصلحة، حتى لو تعارضت مع مصالح أمريكا نفسها.

قالها بوضوح، بينما كان حكام العرب يتسابقون إلى أبواب البيت الأبيض طلبًا للرضا، وتحت شعار "المصالح المشتركة" و"العلاقات الاستراتيجية"، وهم في الحقيقة يقدّمون ثروات شعوبهم على مذبح الولاء الأمريكي الصهيوني.

أيّ منطقٍ هذا الذي يجعل أنظمة عربيةً تبرّر تبعيتها بحجّـة "الاستقرار" و"التوازن الدولي"، بينما هي ترى أمريكا تقتل أطفال غزة، وتدمّـر اليمن وسوريا والعراق ولبنان، وتزرع الفوضى في كُـلّ زاوية من أوطاننا؟

أمريكا لم تراعِ مشاعر أم فلسطينية، ولا كرامة شعبٍ عربي، ولا حرمة أرضٍ مقدّسة، فبأي وجهٍ يُراعيها العرب؟!

ترامب ونتنياهو لم يخجلا من إذلال الحكام العرب، بل جعلا من إذلالهم وسام فخرٍ في السياسة الأمريكية.

يُهينونهم علنًا، ويبتزونهم سرًّا، ويُفاخرون بأنَّ "دولًا عربية أصبحت تدفع لـ (إسرائيل) بدلًا أن تقاومها".

فلماذا يُصرّ هؤلاء الحكام على الخضوع؟

ولماذا يقدّمون ولاءهم لمن لا يرى فيهم إلا وسيلةً لمراكمة الهيمنة؟!

أمريكا تقولها صراحة:

"لن نضحّي؛ مِن أجلِ أحد، وسنُقدّم (إسرائيل) دائمًا على الجميع".

بينما الأنظمة العربية تُنفق المليارات على شراء رضا واشنطن، وتُغلق أفواه شعوبها باسم "المصالح العليا" و"حماية الأمن القومي"، وكأنّ الكرامة ليست من الأمن القومي!

إنّها تبعيةٌ مهينةٌ تُصنع باسم الدبلوماسية، واستسلام يُغلَّف بشعاراتٍ براقة.

يا زعماء العرب:

ألم تفهموا بعد أن من لا يراعيكم لن يحترمكم؟

أن من يسرق أوطانكم لن يصون مصالحكم؟

أن من دمّـر فلسطين وسلب القدس لن يمنحكم مكانةً أَو كرامة؟

ويا شعوب الأُمَّــة

إلى متى الصمت على هذا الارتهان؟

إلى متى نُقدِّس علاقاتٍ لا تجلب إلا الذلّ؟

لقد آن الأوان أن يُقال بوضوح:

من لم يراعِ مشاعرنا، لن نراعيه، ومن وضع (إسرائيل) فوق القدس وفوق الأُمَّــة، لا مكان له في قرارنا ولا في مستقبلنا.

أمريكا لا تحترم إلا من يقف بوجهها.

و"إسرائيل" لا تخشى إلا من يحملُ قضيةً حقيقيةً في قلبه.

فهل نملك الشجاعة لنقول كلمتنا كما قالها الأحرار في اليمن:

كفى تبعيةً..

آن أوان الاستقلال والإباء.