• العنوان:
    التحالفات الواهمة والسعوديّة.. ماضٍ لم تتعلّم منه ومستقبل قد لا تحتمله
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    قبل عقد من الزمن، حين أطلقت السعوديّة ما سُمِّيَ بـ«عاصفة الحزم»، ظنّت أن القوة الجوية والدعم الغربي والتحالفات المؤقتة قادرة على إخضاع اليمن لإرادتها، ولم تدرك أن الحرب على اليمن لم تكن مواجهة عسكرية بقدر ما كانت اختبارا للوعي وصراعًا بين مشروع الهيمنة والاستكبار ومشروع التحرّر الوطني ورفض الوصايا.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

قبل عقد من الزمن، حين أطلقت السعوديّة ما سُمِّيَ بـ«عاصفة الحزم»، ظنّت أن القوة الجوية والدعم الغربي والتحالفات المؤقتة قادرة على إخضاع اليمن لإرادتها، ولم تدرك أن الحرب على اليمن لم تكن مواجهة عسكرية بقدر ما كانت اختبارا للوعي وصراعًا بين مشروع الهيمنة والاستكبار ومشروع التحرّر الوطني ورفض الوصايا.

اليوم، وبعد سنوات من الدم والنار وبعد أن سقطت الأوهام العسكرية والسياسية، تعود السعوديّة لتكرار الأخطاء نفسها ولكن بثوب جديد؛ فتلجأ إلى بناء تحالفات سياسية وأمنية مع أُورُوبا والبلدان الغربية، وتحاول إحياء مسميات ومشاريع مرتبطة بالبحر الأحمر وتصوير مشكلتها مع اليمن على أنها قضية ملاحة وأمن بحري لا أكثر.

لكن الحقيقة أبعد من ذلك بكثير؛ فالقضية لم تكن يومًا عن الممرات بل عن الكرامة والسيادة والعدالة، ولن تنفع التحالفات ولا الواجهات السياسية المصطنعة في إعفاء السعوديّة من استحقاقاتها تجاه اليمن، وفي مقدمتها رفع الحصار وجبر الضرر وإعادة بناء ما دمّـرته والتعامل مع المِلف اليمني بعدالة واحترام لسيادته.

الرهان على الخارج وعلى القوى التي اعتادت بيع المواقف بالمصالح رهان خاسر؛ فالتاريخ لا يرحم والجغرافيا لا تتبدّل، واليمن الذي صمد في وجه أكبر عدوان إقليمي ودولي لن يقبل اليوم أن يُملى عليه مستقبله عبر البحر الأحمر أَو من قصور القرار في بروكسل وواشنطن.

أما التلويح بالقوة أَو الاستقواء بالغرب فلن يخيف أحدًا؛ فالمعادلة تغيّرت وموازين الردع لم تعد كما كانت.

فما لم تفهمه الرياض أن المرة القادمة لن تكون بقيق ولا أرامكو، بل ستشمل مواقع لم تكن في الحسبان وعمقًا استراتيجيًّا لم يخطر لها على بال.

وعلى السعوديّة أن تختار بوعي ومسؤولية بين طريقين لا ثالث لهما: إما أن تفتح صفحة سلام عادل وترفع الحصار وتعوض ما دمّـرته يداها، وإما أن تستعد لمرحلة جديدة من المواجهة - مرحلة لن تشبه ما قبلها ولن تنقذها فيها التحالفات ولا القواعد الغربية.

فاليمن تغيّر وما بعد عاصفة الحزم لن يكون كما قبلها، وغدًا لناظره قريب.