• العنوان:
    الملف اليمني.. وماذا بعد طوفان الأقصى
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    مع مؤشر نجاح الاتفاق القائمة بين المقاومة الفلسطينية الباسلة، والكيان الصهيوني، تشير المعطيات أن نجاح المفاوضات يمثل خروجًا لكيان العدوّ من المستنقع الذي تورط فيه بغزة، طوال عامين وبعد انتهاء العمليات العسكرية، يظن العدوّ أنه بات متفرغًا تمامًا لتنفيذ أجندة الانتقام من اليمن.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

هذا الانتقام المتوقع يأتي كرد فعل على الموقف اليمني الثابت والمساند لغزة ولبنان، وسيعمل الكيان الصهيوني على تحريك أدواته في المنطقة لتنفيذ هذه الأجندة الخبيثة.

وفي خضم هذا المشهد، يتكشف هروب إقليمي من استحقاقات السلام، وتحديدًا من جانب المملكة العربية السعوديّة فقد لوحظ لجوؤها مؤخّرًا إلى بناء تحالفات أمنية وعسكرية ودفاعية تحت ذريعة حماية الملاحة البحرية في البحر الأحمر..

وهذا التوجّـه يؤكّـد أن السعوديّة تسعى للهروب من خارطة السلام مع اليمن، التي سبق والتزمت بها، وتحاول الالتفاف عليها ومن الواضح أنها لا ترغب في معالجة الملف اليمني واستحقاقاته كما تعهدت؛ بهَدفِ استمرار معاناة الشعب اليمني وإبقائه تحت ضغط الأزمة.

تزامنًا مع هذه التطورات، تكشفت تحَرّكات مريبة على الساحة اليمنية، كان أبرزها زيارة وفد إسرائيلي إلى عدن وعقد لقاءات مع ما يسمى بـ قيادة المجلس الانتقالي ولم يكتفِ هذا الوفد باللقاءات، بل قام بالذهاب لتفقد والاطلاع على محاور القتال وخطوط التماس الأمامية، ما يؤشر إلى تنسيق واضح ومباشر للتحضير للمرحلة القادمة.

حيث تتصاعد تلويحات المرتزِقة وتهديداتهم بإشعال الجبهات الداخلية وتأتي هذه الهرطقات بالتوازي مع تحَرّكات ميدانية، مثل زيارة ما يسمى بـ وزير دفاع مرتزِقة العدوان، محسن الداعري، لمحاور القتال وحشده لـ "قطعان المرتزِقة" وهذه التحَرّكات تؤكّـد أنها لا تعدو كونها تنفيذًا لـ توجيهات صهيونية وخدمة لأهداف الكيان في استنزاف اليمن وإثارة الفوضى الداخلية.

وفي السياق ذاته تتكرّر صفقات التسليح للمرتزِقة بتقديم من إسرائيل، ولكن تحت عناوين زائفة ومكشوفة يتم تبرير هذا الدعم بادِّعاءات كاذبة حول القبض على سفن إيرانية تقل "أسلحة متطورة وطائرات مسيرة كانت في طريقها إلى الحوثيين" تارة في المخاء وأُخرى في ميناء عدن وقريبًا قد نسمع عن صفقة "تم القبض عليها" في المهرة أَو حضرموت..

كُـلّ هذا ليس إلا غطاءً لـ تزويد ودعم أمريكي وصهيوني مباشر لمرتزِقة العدوان، استعدادًا للمرحلة القادمة التي يخطط لها العدوّ.

في مقابل هذه المخطّطات الشيطانية الصهيونية والتهويل والإرجاف المصاحب لها، تسارع القوات المسلحة اليمنية من وتيرة تطوير وتعزيز قدراتها العسكرية بشكل مذهل غير مسبوق..

تطور يشكل رسالة واضحة لا لبس فيها.. أي عدوان جديد على اليمن، تحت أي مسمى، يعني دخول المنطقة كلها في الجحيم الذي لا خلاص منه، وسيدفع كُـلّ من تورط فيه ثمنًا باهضًا.

وفي السياق ذاته تمثل قوات التعبئة العامة والاستنفار الشعبي والالتفاف العظيم لأبناء الشعب اليمني خلف قيادته الحكيمة ممثلة بـ السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله قاعدة صلبة ورافدًا عسكريًّا عظيمًا للقوات المسلحة اليمنية.. وهذا التلاحم يمنح القوات المسلحة، بعون الله، القدرة على خوض أي معركة قادمة بكل بسالة واقتدار ومجابهة أية قوة مهما كان حجمها.

ختامًا، من استطاع إسناد إخوانه في غزة على بعد 2500 كيلومتر، وقصف عمق الكيان بـ الصواريخ الفرط صوتية والطائرات المسيرة، وفرض الحصار البحري على الكيان الصهيوني، وواجه الولايات المتحدة الأمريكية وتحالف حارس الازدهار وكبدهم خسائر فادحة حتى أعلنوا الهزيمة والانسحاب، هو جدير بأن يحمي أرضه ووطنه وشعبه وعلى كُـلّ من تسوّل له نفسُه العدوانَ على اليمن أن يبدأ الشرارة الأولى، وعندها سيعرف كيف يتم قطع الضرع الحلوب، وكيف تصعق الجحافل، وتقهر الجيوش، وتتحرّر الأرض المحتلّة، وترفع رآيات النصر فوق حاميات المواقع.


تغطيات