• العنوان:
    معربوني: دعم اليمن المتواصل للشعب الفلسطيني وصمود حماس يُظهر فشل أهداف العدوان الصهيوني
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    تقرير | هاني أحمد علي: أكد الخبير العسكري والاستراتيجي اللبناني، العميد عمر معربوني، أن الدعم اليمني المستمر، وثبات حركات المقاومة الفلسطينية، بقيادة حماس، حققت صمودًا استثنائيًا على مدى عامين كاملين في مواجهة العدوان الصهيوني المتواصل، مدعومًا من الولايات المتحدة ومعظم الأنظمة الغربية، مؤكدًا أن الاحتلال لم يحقق أهدافه الاستراتيجية كما أعلن رسميًا.
  • كلمات مفتاحية:

وأشار العميد معربوني في لقاء مع قناة المسيرة، اليوم الجمعة، إلى أن استمرار صمود حماس والفصائل الفلسطينية أمام الهجمات المكثفة، سواء على صعيد القطاع العسكري أو على مستوى الصمود المدني، يمثل انتصارًا معنويًا واستراتيجيًا، ويُظهر فعالية التكتيكات الدفاعية التي تبنتها المقاومة في مواجهة القوة النارية والتقنيات العسكرية الحديثة للعدو.

وأوضح أن بعض قيادات الاحتلال وبعض الوزراء الصهاينة أقروا مؤخرًا بوقف إطلاق النار، وهو مؤشر على أن المقاومة فرضت على العدو شروطها ولو جزئيًا، لافتًا إلى أن هذا الاعتراف يحمل أبعادًا عسكرية وسياسية مهمة، حيث يعكس ضعف تحقيق أهداف الحرب، رغم الدعم الكامل الذي تلقاه الاحتلال من الإدارة الأمريكية.

وبيّن الخبير العسكري والاستراتيجي أن هذا الصمود التاريخي للمقاومة الفلسطينية يؤكد أن حماس والفصائل الفلسطينية أصبحت طرفًا أساسيًا وفاعلًا في أي مفاوضات، حتى وإن كانت غير مباشرة، مشددًا على أن استمرار حماس في التفاوض بالنيابة عن الشعب الفلسطيني هو اعتراف عملي بدورها المركزي في أي اتفاقات مستقبلية.

وحول الوضع الميداني، أشار العميد معربوني إلى أن الجيش الصهيوني لم يسيطر على كامل قطاع غزة جغرافيًا، بل يسيطر على نقاط محددة تمكّنه من فرض سيطرة بالنار على مناطق واسعة، ما يجعل أي اتفاق أو هدنة مشروطة بالالتزام بتلك الخرائط الميدانية.

وأضاف أن هذا الوضع يفرض على المقاومة والفصائل الفلسطينية الحفاظ على جهوزيتها الدائمة، نظرًا لاحتمالية أي تصعيد جديد أو مناورات من قبل العدو، وهو ما يتطلب متابعة مستمرة وتقييم دقيق للخطط العسكرية.

وشدد الخبير العسكري والاستراتيجي على أن أحد دوافع التوصل للاتفاق الحالي يعود إلى الرغبة السياسية لبعض الأطراف في الحصول على مكاسب رمزية، مثل جائزة نوبل للسلام، والخوف من تكرار التجارب السابقة للمواجهة مع المقاومة الفلسطينية في لبنان، مشيرًا إلى أن هذه العوامل لعبت دورًا رئيسيًا في دفع العدو الإسرائيلي لتوقيع اتفاقيات مؤقتة أو تطبيق هدنة مشروطة.

وأفاد أن المرحلة الحالية معقدة وتتطلب مراقبة دقيقة، مشيرًا إلى احتمالية انتقال نقاط الصراع إلى مناطق أخرى مثل لبنان أو الضفة الغربية أو إيران، لافتًا إلى أن المجرم نتنياهو وحكومته لا تستطيع البقاء دون حروب في ظل الوضع الداخلي والإقليمي المضطرب، ما يجعل أي تقييم للاتفاق الحالي مرتبطًا بالمتغيرات الميدانية والسياسية في المنطقة.

ولفت العميد معربوني إلى أن تقييم نتائج الحرب يجب أن يتم على أساس الإنجازات العسكرية الفعلية والتحكم الاستراتيجي في الميدان، وليس فقط على الخسائر المادية أو البشرية، مشيرًا إلى أن المعركة أسفرت عن تغيير موازين القوى في المنطقة، وأن أي تحركات مستقبلية للعدو ستكون مقيدة بقدرة المقاومة على الرد والاستعداد المستمر لأي تصعيد.

وذكر أن المرحلة القادمة تتطلب تطوير جميع عناصر القوة، سواء الإيمانية أو المادية، والتوكل على الله في الدفاع عن القضية الفلسطينية، مؤكداً أن أي تحرك مستقبلي للمقاومة سيعتمد على تقييم مستمر للظروف العسكرية والسياسية، وأن الشعب الفلسطيني والمقاومة لن يتراجعوا عن حقوقهم ولن يسمحوا للعدو بتحقيق أي أهداف استراتيجية على حساب حقهم المشروع.

ونوه الخبير العسكري والاستراتيجي إلى أن هذا الصمود يمثل رسالة واضحة لكل الأطراف الإقليمية والدولية بأن إرادة الشعب الفلسطيني لا تُقهر، وأن أي محاولات لتقويض المقاومة ستفشل، مؤكداً أن النصر من عند الله وحده، وأن أي تقييم للمرحلة الحالية يجب أن يأخذ بعين الاعتبار ثبات الشعب الفلسطيني والمجتمع الداعم له، بما في ذلك الدول الحليفة مثل اليمن وإيران، وحزب الله في لبنان، والمقاومة في العراق، الذين لعبوا دورًا فاعلًا في الإسناد العسكري والمعنوي والسياسي.