• العنوان:
    متحدث الصحة بغزة للمسيرة: لم تصل أي مساعدات حتى الآن والمستشفيات تعمل فوق طاقتها
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    تقرير | هاني أحمد علي: في أعقاب إعلان وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الصهيوني، لا تزال ملامح المأساة الإنسانية في قطاع غزة ماثلة في كل زاوية من زوايا القطاع المنكوب.
  • كلمات مفتاحية:

 ورغم الساعات التي تلت إعلان التهدئة، أكد المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، الدكتور خليل الدقران، أن العدوان الصهيوني ترك خلفه منظومة صحية منهارة، وبنية تحتية مدمرة بالكامل، ووضعاً إنسانياً يقترب من الكارثة.

وقال الدقران في لقاء مع قناة المسيرة، صباح اليوم الجمعة، إن الاحتلال الصهيوني لم يلتزم حتى الآن بوقف إطلاق النار بشكل كامل، موضحاً أن القصف ما زال متقطعاً في عدة مناطق من شمال ووسط وجنوب القطاع، ما أدى إلى إعاقة حركة الإسعاف والمساعدات، وعرقلة وصول الأطقم الطبية إلى الجرحى والمصابين.

وأضاف: "حتى هذه اللحظة، لا يزال هناك خروقات متكررة للاتفاق، والاحتلال يواصل القصف في مناطق متعددة، مما يعكس نيته في إفشال أي مساعٍ لتثبيت التهدئة."

وتحدث المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة عن واقع مأساوي للمستشفيات قائلاً: "لم تصل أي مساعدات طبية منذ إعلان وقف إطلاق النار، وجميع المشافي تعمل بأقل من 30% من قدرتها التشغيلية، فيما توقفت عشرات الأقسام التخصصية عن العمل بالكامل."

وأوضح أن نحو 60% من المستشفيات والمراكز الصحية خرجت عن الخدمة نتيجة القصف المباشر أو الدمار الذي طال محيطها، وأن المنشآت القليلة التي لا تزال عاملة تعاني من نقص حاد في الوقود، وانقطاع الأوكسجين، ونفاد الأدوية الأساسية.

وأشار الدكتور الدقران إلى حاجة الوزارة إلى كل شيء دون استثناء؛ أجهزة طبية، محطات أوكسجين، مولدات كهرباء، أدوية، مواد جراحية، وأدوات إسعاف أولي. الاحتلال دمّر كل مقومات المنظومة الصحية في غزة، محذراً من انهيار وشيك في الخدمات الطبية إذا لم تُفتح المعابر خلال الساعات المقبلة لإدخال المساعدات، مشدداً على أن آلاف المرضى والمصابين "ينتظرون منذ أشهر للسفر للعلاج خارج غزة" دون جدوى.

وأفاد أن الوضع الصحي لم يعد يحتمل التأجيل، فالقطاع يعيش أزمة إنسانية مركّبة، ليس فقط في المستشفيات، بل في كل تفاصيل الحياة اليومية، من الماء إلى الكهرباء إلى الغذاء، موجهاً صرخة استغاثة إلى الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والدول العربية والإسلامية، داعياً إلى تحرك عاجل ومنسق لإدخال المساعدات الطبية والغذائية والوقود، والشروع في إعادة إعمار المنشآت المدمّرة.

وطالب متحدث الصحة في غزة، العالم أن يقف عند مسؤولياته الإنسانية والأخلاقية، مبيناً أن غزة عاشت عامين من العدوان المستمر، وقُصفت بمئات آلاف القذائف والصواريخ، فيما تُركت مستشفياتها تواجه الموت دون دواء أو كهرباء، مؤكداً أن العدوان الأخير دمّر أكثر من 70% من البنية التحتية الطبية في غزة، بما في ذلك مستشفيات كبرى ومراكز رعاية أولية ومخازن أدوية ومختبرات مركزية، كما أدى القصف إلى استشهاد وإصابة عشرات العاملين في القطاع الصحي، بينهم أطباء وممرضون ومسعفون، إضافة إلى تدمير عشرات سيارات الإسعاف.

وأوضح الدقران أن الاحتلال لم يكتفِ بتدمير المستشفيات، بل استهدف كذلك محطات توليد الكهرباء، ومحطات المياه، مما فاقم من الكارثة الصحية والبيئية داخل القطاع.

ورغم حجم المأساة، وجّه المتحدث باسم الصحة رسالة شكر وعرفان للدول العربية والإسلامية التي وقفت إلى جانب الشعب الفلسطيني، قائلاً: "نشكر كل من ساند أبناء شعبنا في هذه المحنة، وخاصة اليمن الشقيق، ومصر وقطر والأردن، لما قدموه من دعم إنساني وجهود دبلوماسية لوقف العدوان وإرسال الوفود الطبية."

كما وجّه التحية للطواقم الطبية الفلسطينية التي "قدّمت نموذجاً عظيماً من التضحية والصمود" خلال عامين من العدوان، رغم فقدانها العشرات من زملائها وتدمير مقار عملها.

وذكر الدقران أنه ورغم الدمار الكبير، يبقى الأمل قائماً في أن تُترجم الهدنة إلى واقع حقيقي، وأن تُفتح المعابر وتُستأنف الحياة تدريجياً، مضيفاً: "لكننا نخشى أن يكون وقف إطلاق النار مجرد هدنة مؤقتة، دون التزام فعلي من الاحتلال."

وأكد أن شعب غزة سيبقى صامداً رغم الجراح، متمسكاً بحقه في الحياة والحرية والكرامة، قائلاً: "هذا الشعب لم يرفع الراية البيضاء رغم عامين من العدوان والتجويع، وسيواصل صموده حتى تنتهي هذه المأساة ويعم السلام الحقيقي."