• العنوان:
    يومٌ على العدو
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    بتحَرّك المجاهدين في محورِ الجهادِ والمقاومة استطاعوا -وبحقٍّ- أن يُذَكِّروا العالمَ بالقضيةِ «الفلسطينية» بعد أن كادت تُنسى! استطاعوا مواجهةَ العدوّ وتكبيده الخسائرَ الفادحةَ في الاقتصاد وفي الأرواح.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

*******************************************

     

عندما يتجاوزُ العدوُّ حدودَه، وتبلغ حماقتُه وغباؤه ذروتَهما، ينفَــدُ الصبر، وتدق ساعة الصفر بتوقيتِ ﴿انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا﴾، وبآليةِ ﴿وَجَاهِدُوا بِأموالكُمْ وَأنفسكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾؛ لأنَّهُ ﴿ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾.

بعد تغطرسٍ وإجرام اللوبي الصهيوني، وقتلهِ للنساءِ والأطفال والرجالِ والشيوخِ، وفرضِه للحصارِ والتجويعِ، ظنَّ أنّه لا يوجد من يوقفه عند حده، ويحدّ من توسعه بل ويقضي عليه تمامًا. في يومِ السابعِ من أُكتوبر المجيد انطلق طوفانُ الأقصى، ليغرق المعتدين الصهاينة ويجرف تغطرسهم وكبرياءهم.

في السابع من أُكتوبر المجيد كان تحولًا استراتيجيًّا للمِلف الفلسطيني، ومشهدًا معبرًا لمحورِ الجهادِ والمقاومةِ؛ تغيّرت فيه المعادلات وانقلبت الطاولة رأسًا على عقب.

وبين أوساط الاحتلال الصهيوني تنفجر صرخاتُ المجاهدين، ويُضغط زنادُ البنادقِ؛ نفد صبر الرجال، وليتحمّل العاقبةُ جنود الاحتلال، وما بين قتلٍ وأسرٍ وتنكيلٍ لجنودِ اللوبي الصهيوني رعبًا وذعرًا يرافقهم، كيفَ لا، وآياتُ اللهِ تعالى شاهدةٌ: ﴿وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أين مَا ثُقِفُوا﴾، والمشاهدُ بالصورِ والفِيديو موثَّقةٌ.

وبرغم ما يمتلكه كيانُ العدوّ المؤقت من ترسانةٍ عسكريةٍ ضخمة، وبرغم دعمِ العالمِ له، إلّا أنّه فشل في هزيمةِ الكتائبِ والفصائلِ المجاهدةِ التي أثبتت للعالم صِغرَ هذا العدوّ، وبينت له حجمه الحقيقي.

وبتحَرّك المجاهدين في محورِ الجهادِ والمقاومة استطاعوا -وبحقٍّ- أن يُذَكِّروا العالمَ بالقضيةِ «الفلسطينية» بعد أن كادت تُنسى!

استطاعوا مواجهةَ العدوّ وتكبيده الخسائرَ الفادحةَ في الاقتصاد وفي الأرواح.

نعم، إن يومَ السابع من أُكتوبر هو يومٌ من أَيَّـام اللهِ؛ تَجلّت فيه الحقائقُ وظهر فيه بأسٌ وجبروتٌ وملكوتُ اللهِ تعالى، ولمسَ الجميعُ فيه التدخّلَ الإلهيَّ: ﴿قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ﴾.

هذا أيها الكرماء: أثرُ تحَرّك القلةِ القليلةِ من صفوةِ المؤمنينَ؛ ماذا لو كان هذا التحَرّك يتبعه أُمَّـة؟

ماذا لو كان وراء هؤلاء المجاهدين أُمَّـة مسانِدةٌ، داعِمةٌ، وحاضِنةٌ لهم؟!

أيبقى بعد هذا التحَرّك والجهادِ عدوٌّ صهيونيٌّ على وجهِ الأرض؟

أيبقى يهوديٌّ أَو نصرانيٌّ يعبث بمقدَّساتِ الأُمَّــة؟!

أيبقى عدوٌّ لله تعالى يزهق الأرواح ويغتصب الأعراضَ؟!

بالتأكيد «لا»؛ فتحَرّك القلةِ من الأحرار جعل يومَ السابع من أُكتوبر يومًا عبوسًا قمطريرًا، وشرّه عليه مستطيرًا. فما بالُكم لو تحَرّكت الأُمَّــة بسلاحِ المقاطعةِ الاقتصاديةِ والمواجهةِ لهذا العدوّ الخبيث، وتحَرّكت من منطلقِ توجيهاتِ اللهِ سبحانه وتعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخرين مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمْ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ﴾.

لَرَأَيْنَا فعلًا ما يسرُّ القلوبَ وتطيبُ به النفوسُ وتشفى الصدورُ، ويندحر العدوّ وكلُّ قوّاه: سَيُسرُّ أسرُّ الشهداءِ، وتشفى الجرحى، ويتحرّر الأسرى، وتفرح الثكالى، وينتصر المظلومون، ويَنعم الناسُ ويعيش الجميعُ بحريةٍ واستقلال، ويتحقّق الوعدُ الإلهيُّ: ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾، ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرض وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾.


تغطيات