• العنوان:
    العمل الرقمي من المنزل: تمكين اقتصادي للنساء ومخاطر سيبرانية تحتاج وعيًا
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    تقرير | هاني أحمد علي: مع التحول الرقمي السريع وانتشار منصات التعليم والعمل عن بعد، أصبح العمل الرقمي من المنزل نموذجًا متزايدًا يوفر للنساء فرصًا حقيقية للتمكين الاقتصادي والمشاركة في الاقتصاد الرقمي العالمي.
  • كلمات مفتاحية:

هذا التحول لم يغير شكل العمل فحسب، بل أتاح للمرأة مساحة للتعلم، وتطوير المهارات، وتحقيق الاستقلال المالي، دون الحاجة إلى التنقل أو التواجد في بيئة مكتبية تقليدية.

وأكدت المهندسة غادة الأسدي، خبيرة الاتصالات وأمن المعلومات، أن بيئة العمل الرقمي تتيح للنساء العديد من المزايا العملية والاقتصادية، أبرزها:

مرونة عالية وتنظيم الوقت: يمكن للنساء العمل من المنزل وفق جداول مرنة، مما يساعد على التوفيق بين الحياة الأسرية والمهنية.

خفض التكاليف التشغيلية: يقلل العمل الرقمي من نفقات التنقل، الطعام، والمصاريف المرتبطة بالوظائف المكتبية التقليدية.

تطوير المهارات: من خلال الدورات الرقمية المتوفرة على المنصات التعليمية، سواء المجانية أو منخفضة التكلفة، يمكن تعلم مجالات متنوعة مثل التصميم، التسويق الرقمي، التعليم عن بعد، وإدارة الحسابات الاجتماعية.

الوصول لسوق عمل عالمي: الإنترنت جعل السوق الرقمي بلا حدود جغرافية، ما يمنح النساء فرصة العمل على مشاريع محلية وعالمية دون الحاجة للحضور الشخصي.

بيئة آمنة نسبيًا: العمل من المنزل يوفر بيئة أقل عرضة للمخاطر الجسدية أو الاجتماعية، مقارنة بالعمل التقليدي في المكاتب.

وأشارت المهندسة غادة الأسدي، في لقاء مع قناة المسيرة، اليوم الأربعاء، ضمن برنامج نوافذ، فقرة جدار ناري، إلى أن هذا التحول الرقمي منح النساء القدرة على الانخراط في مشاريع فردية أو جماعية، بدءًا من الأعمال الصغيرة وصولاً إلى الوظائف العالمية، مع التحكم الكامل في جدولهن وطريقة إدارة العمل.

وأضافت أنه مع توسع خدمات الإنترنت، ظهرت مهن رقمية جديدة تناسب خصوصية بيئة العمل المنزلي، مثل:

إدارة الحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي.

إدخال البيانات.

التصميم الجرافيكي والإبداعي.

التسويق الرقمي والإعلانات عبر الإنترنت.

التعليم عن بعد والدورات التدريبية الإلكترونية.

 ولفتت خبيرة الاتصالات وأمن المعلومات إلى أن هذه المهن لا تتطلب التنقل أو الالتزام بساعات مكتبية ثابتة، ما يجعلها مناسبة للنساء اللواتي يبحثن عن استقلالية مهنية ومالية، مع القدرة على الجمع بين العمل والحياة الأسرية، مبينة أنه ورغم هذه الفرص، إلا أن هناك تحديات كبيرة تواجه النساء في بيئة العمل الرقمي، أبرزها:

الاختراق الإلكتروني والابتزاز: ضعف الوعي الرقمي قد يجعل النساء عرضة للهجمات الإلكترونية أو الابتزاز، خصوصًا عند استخدام شبكات عامة أو روابط مشبوهة.

الوظائف الرقمية المزيفة: بعض الجهات تقدم عروض عمل وهمية لاستغلال الحاجة للربح السريع، ما قد يؤدي إلى فقدان الأموال أو تسريب معلومات شخصية.

استخدام البيانات الشخصية: بعض التطبيقات والمنصات تجمع بيانات المستخدمين لتدريب خوارزميات الذكاء الاصطناعي أو لأغراض إعلانية دون علمهم.

غياب الحدود بين العمل والحياة الشخصية: العمل المستمر أمام الشاشات قد يسبب ضغطًا نفسيًا وعزلة اجتماعية، ويؤثر على العلاقات الأسرية، خصوصًا مع قضاء ساعات طويلة أمام الأجهزة.

 وأفادت المهندسة غادة الأسدي، أن الوعي الرقمي هو خط الدفاع الأول ضد المخاطر، مشددة على أهمية اتخاذ الخطوات والإجراءات التالية:

استخدام أجهزة منفصلة للعمل، لا تحتوي على أي بيانات شخصية.

الاعتماد على منصات رسمية وموثوقة للتواصل والدفع.

حماية الاتصال بالإنترنت عبر شبكات آمنة ومنزلية، وتجنب الشبكات العامة.

التحقق من مصداقية المنصات قبل التسجيل أو إدخال أي بيانات.

أخذ فترات راحة منتظمة للحد من التداخل بين العمل والحياة الأسرية.

وشددت على أن الأمان الرقمي لا يقتصر على حماية الأجهزة أو الملفات، بل يشمل حماية النفس من المعلومات والثقافات الدخيلة، والحفاظ على خصوصية العلاقات أثناء العمل في الفضاء الافتراضي.

وبينت خبيرة الاتصالات وأمن المعلومات، أن أحد أبرز التحديات في العمل الرقمي هو الحفاظ على توازن صحي بين الحياة الشخصية والمهنية، داعية إلى وضع جدول يومي منظم، تحديد حدود زمنية للعمل، وأخذ فترات استراحة منتظمة للحفاظ على الصحة النفسية والفعالية الإنتاجية، مع تقليل التعرض للعزلة الاجتماعية.

ونوهت إلى أن العمل الرقمي من المنزل يمثل فرصة هائلة للنساء لتحقيق التمكين المالي، تطوير المهارات، والمشاركة في الاقتصاد الرقمي العالمي، لكنه مليء بالتحديات والمخاطر التي تتطلب وعيًا وإجراءات حماية صارمة.

وبالاستفادة من الفرص الرقمية وتطبيق ممارسات الأمان السيبراني، يمكن تحويل المنزل إلى مساحة إنتاجية متكاملة، قادرة على المنافسة في السوق الرقمية، مع الحفاظ على الخصوصية والتوازن الأسري والاجتماعي.