• العنوان:
    المدينة التي تنهار ببطء: غزة تصارع الموت في ظل مفاوضات القاهرة
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    محمد الكامل| المسيرة نت: لا تزال مدينة غزة تشهد تدهورًا حادًا في أوضاعها الإنسانية والميدانية، مع استمرار العدوان الصهيوني رغم دعوات دولية متزايدة لوقف إطلاق النار. وبينما دخلت المفاوضات في العاصمة المصرية القاهرة يومها الثاني، تشير المعطيات الميدانية إلى أن القصف، وإن شهد تراجعًا نسبيًا، لم يتوقف بشكل كامل.
  • التصنيفات:
    عربي

وتشير مراسلة قناة المسيرة في غزة دعاء روقة إلى أن قوات العدو الكيان الصهيوني تعتمد في عملياتها الأخيرة على تكتيكات متقدمة تشمل استخدام أطنان من المتفجرات، وعربات وروبوتات مفخخة تُزرع داخل الأحياء السكنية وتُفجر عن بُعد.

وأضاف في مداخلة لها على قناة المسيرة أن هذه الإجراءات، يتم تنفيذها في مناطق مكتظة بالسكان ضمن مربعات سكنية توغلت إليها القوات البرية.

وتُظهر المعطيات أن العدو الإسرائيلي يتمركز حاليًا في ثلاثة محاور رئيسية حول مدينة غزة، الجهة الجنوبية، الجنوبية الغربية، والشمالية الغربية، هذا التمركز المكثف يضع مئات آلاف المدنيين في دائرة الاستهداف المباشر، وسط تدمير واسع للبنية التحتية والمرافق الحيوية حسب روقة.

وتركزت الغارات الصهيونية على الأبراج السكنية المرتفعة، والمراكز التعليمية، والمباني التي تشكّل جزءًا من النسيج التاريخي والمعماري للمدينة، ما أثار قلقًا دوليًا متزايدًا بشأن استهداف الأعيان المدنية المحمية بموجب القانون الدولي.

ويأتي هذا التصعيد الميداني في وقت أعلنت فيه الإدارة الأمريكية عن خطة جديدة لوقف إطلاق النار قبل أربعة أيام منذ ذلك الإعلان، لوحظ تباطؤ في العمليات البرية الصهيونية، إلى جانب انخفاض نسبي في عدد الضربات الجوية.

وأكدت روقة على أن القصف مستمر، وإن بوتيرة أقل، حيث بلغ عدد الشهداء خلال اليومين الماضيين نحو 25 شهيدًا، فيما سُجل يوم أمس فقط ارتقاء 15 شهيداً.

وأشارت إلى أنه لا تزال أصوات الانفجارات تُسمع في سماء المدينة، ومع كل يوم يمر، يتضاعف العبء الإنساني على سكان القطاع الذين يعيشون في وضع كارثي متفاقم.

وبحسب مسؤولين صحيين في غزة، فإن هذا الانخفاض المؤقت في أعداد الشهداء والمصابين لا يعني تحسنًا في الأوضاع، بل يعكس تحولًا تكتيكيًا مرتبطًا بمفاوضات القاهرة الجارية، والتي تهدف إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى، وضمان دخول المساعدات الإنسانية.

ويُقدّر عدد السكان المتبقين داخل مدينة غزة بأكثر من نصف مليون شخص، يعانون من ظروف إنسانية متدهورة تشمل نقصًا حادًا في الغذاء، المياه، والأدوية، وانهيارًا شبه كامل في البنية التحتية الصحية.

وتشير تقارير منظمات الإغاثة إلى أن العديد من العائلات تعيش في مدارس وملاجئ مؤقتة، بينما دُمرت آلاف الوحدات السكنية بشكل كامل أو جزئي.

ويتابع المجتمع الدولي عن كثب المحادثات الجارية في القاهرة، وسط توقعات حذرة بإمكانية التوصل إلى هدنة مؤقتة، لكن في ظل المعطيات الحالية، لا يزال المستقبل القريب لغزة محاطًا بالغموض، خاصة في ظل غياب ضمانات دولية واضحة لتنفيذ أي اتفاق محتمل.

تغطيات