• العنوان:
    يوم السابع من أُكتوبر.. نقطة تحوُّل في تاريخ الصراع مع أهل الكتاب
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    منه نستلهم مدى أهميّة فريضة الجهاد، وأنه وحده الكفيل بانتزاع الحقوق وتحرير الأرض والعباد من الهيمنة.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

****************************

               

عندما تُذكَر الملاحم، يُذكَر معها يوم السابع من أُكتوبر؛ ذلك اليوم القاتم والصعب على اليهود الصهاينة وشركائهم من الأنظمة الغربية والأُورُوبية، يوم هزَّ الكيان وأفقده التوازن، وأشعره بالزوال الحتمي، وأنه ورم خبيث في جسد الأُمَّــة ولا بُدَّ من استئصاله.

يوم السابع من أُكتوبر هو يوم ملحمة ونقطة تحوُّل جوهرية في تاريخ الصراع مع أهل الكتاب، حَيثُ استطاع مجاهدو القسَّام، الجناح العسكري لحركة حماس، السيطرة على نحو ألف ميل مربع من الأراضي الفلسطينية المحتلّة، وقتل وأسر المئات من قطعان الصهاينة وجنودهم في غضون ساعات قليلة.

لقد كان ذلك اليوم بمثابة يوم يشبه أهوال القيامة على قَتَلَة الأنبياء الذين لطالما أجرموا وعاثوا في الأرض الفساد على مدى قرون من الزمن، لكن صباح السبت، الموافق ٧ أُكتوبر ٢٠٢٣م أخبرهم بأن زمن العربدة قد ولَّى، وأنه لن تمر جرائمهم التي دأبوا عليها دون عقاب، وأنهم هم الغرباء، ومَن يجب أن يرحلوا من أرض فلسطين المحتلّة.

كان من المفترض أن تحظى المقاومة الفلسطينية بدعم من أشقائها العرب، ولو حدث ذلك، لكانت المقدسات الإسلامية قد تحرّرت، ولعادت الأراضي المحتلّة للفلسطينيين.

لكن، للأسف الشديد، بدلًا عن ذلك، وقف العرب بين متفرج ومُتآمِر ومُتخاذِل وصامت، وكأن المقدسات لا تعنيهم، متجاهلين فضل المقاومة عليهم؛ باعتبَارها خط الدفاع الأول عنهم.

لو تمكّن العدوّ الصهيوني من تصفية القضية الفلسطينية -لا سمح الله- لكنا نشاهد تلك الفظائع التي يرتكبها الكيان المجرم بحق أهالي قطاع غزة في بقية البلدان العربية؛ كيف لا وقادته المجرمون يردّدون في كُـلّ خطاباتهم ما يسمونه "تغيير الشرق الأوسط".

وصدق الله القائل: وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَالَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ.

ورغم الخِذلان، يبقى السابع من أُكتوبر محطة فارقة في تاريخ الأُمَّــة ومدرسة عظيمة يجب أن يتعلَّم منها الأجيال، ومنه نستلهم مدى أهميّة فريضة الجهاد، وأنه وحدَه الكفيل بانتزاع الحقوق وتحرير الأرض والعباد من الهيمنة، كما أن يوم السابع من أُكتوبر كشف لنا مدى هشاشة العدوّ، وأنه حتمًا إلى زوال.

تغطيات