• العنوان:
    ذكرى طوفان الأقصى: صحوة الأُمَّــة وكسر القيود
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    تمر اليوم الذكرى الثانية لعملية طوفان الأقصى، تلك العملية التي شكلت نقطة تحول كبيرة في مسيرة الصراع مع العدوّ الصهيوني.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

لم تأتِ هذه العملية من فراغ، بل كانت تعبيرًا صادقًا عن رفض الأُمَّــة لسياسات القهر والاستسلام، ورفضًا للاحتلال الذي دنس مقدساتنا وسفك الدماء على مدار 70 عامًا.

لقد جاءت العملية كرد فعل طبيعي على الانتهاكات المتواصلة التي لم تتوقف طوال هذه السنوات، وليس كما يحاول البعض تحميل حماس وفصائل المقاومة السبب في العدوان الصهيوني.

قبل السابع من أُكتوبر المجيد، كان المشهد الفلسطيني يعاني من حصار خانق، وقتل الأبرياء، وتدنيس للمقدسات.

كانت المجازر الصهيونية مُستمرّة.

تفاقمت المعاناة -التي استمرت لأكثر من 70 عامًا- مؤخّرًا بسياسات العدوّ الصهيوني المتطرف، التي زادت وتيرة الاستيطان والاعتداءات وتدنيس المقدسات.

في هذا السياق، جاءت عملية طوفان الأقصى ردًّا على هذه الانتهاكات، وخُصُوصًا الاعتداءات المتكرّرة على المسجد الأقصى، حَيثُ وصل بالعدوّ إلى إعلان قرب خراب المسجد الأقصى وقيام الهيكل المزعوم.

وقف الأحرار من المسلمين مع غزة في حربها، حَيثُ كان من الشرف لليمنيين التقدم في مواقفهم وإسنادهم للمقاومة الفلسطينية في معركتهم ضد العدوّ الصهيوني الغاصب.

وقدّمت اليمن نموذجًا مشرفًا في الدعم والمساندة عسكريًّا، وقدّمت العديد من قيادتها ومجاهديها شهداء على طريق القدس، حَيثُ امتزجت دمائهم بدماء إخوانهم في غزة.

وكان للبنان وحزب الله دور بارز في دعم المقاومة.

أيضًا، مثلت إيران والعراق سندًا مهمًا للمقاومة، الذي أتى بكامله لنصرة القضية الفلسطينية.

قدّمت إيران قادتها شهداء في طريق القدس، وأغرقت المدن الفلسطينية المحتلّة بعشرات الصواريخ.

كانت المساندة القوية لإيران ذات تأثير قوي جعل العدوّ يتراجع.

ولولا هذه المواقف ودماء الشهداء التي امتزجت مع مجاهدي غزة، لكان العدوّ الصهيوني قد وصل إلى مراحل متقدمة لهدم المسجد الأقصى واحتلال بعض الدول.

في المقابل، ما هي مواقف الدول العربية؟ فضّلت الأنظمة العربية الخذلان غير المسبوق والتخلي عن فلسطين وقضيتها العادلة، وذهبت نحو التطبيع مع العدوّ بل ودعمه سرًّا وعلانية.

جاءت عملية طوفان الأقصى في وقت كانت فيه دول عربية -وعلى رأسها السعوديّة- تتجه نحو التطبيع بوتيرة ثابتة وسريعة، مما كان ليعطي شرعية للاحتلال ويصفي القضية الفلسطينية.

لم تكتفِ هذه الأنظمة بالتخاذل، بل تشارك في مؤامرات لتحييد المساندة لغزة: ففي اليمن، اتجهت السعوديّة قبل أَيَّـام لإنشاء تحالف عربي-غربي-صهيوني يتكون من 35 دولة تحت ذريعة حماية الملاحة، هدفهم تحييد دور اليمن الداعم للمقاومة الفلسطينية.

وفي لبنان، اتجهت حكومة لبنان العميلة للضغط على حزب الله لتسليم سلاحه لإشغاله عن مساندة غزة.

أَيْـضًا في العراق، يضغطون على الحكومة العراقية للضغط على الحشد الشعبي لتسليم سلاحه.

كما يضغطون على إيران بعقوبات وحصار وضغوط عسكرية للتخلي عن النووي وحتى الصواريخ الباليستية.

كُـلّ هذه الضغوط والتحَرّكات تأتي من دول عربية وغربية وصهيونية، هدفها التخلي عن مساندة المجاهدين في غزة وعن قضية فلسطين.

لكنهم صُدِموا بمواقف مشرفة من قادة اليمن وإيران وحزب الله والحشد الشعبي: «إن سلاحنا وغزتنا وأقصانا خط أحمر».

وبعد عامين من طوفان الأقصى، تثبت الأحداث أن المقاومة الفلسطينية متجذرة في أرضها، متمسكة بحقوقها المشروعة، وأن المقاومة ما زالت حية ومُستمرّة رغم كُـلّ التحديات.

لقد أثبتت العملية أن طريق الجهاد هو السبيل الوحيد لتحرير الأرض والإنسان، وأن دماء الشهداء في فلسطين واليمن ولبنان وإيران ستظل شعلة مضيئة تنير درب الحرية.

وإن خطة ترامب ومحاولات نزع السلاح لن تنجح في كسر إرادَة شعوب أرادت الحرية وتأبى الانكسار.

 


تغطيات