وكشفت حلاوي في مداخلة مع القناة صباح اليوم الثلاثاء، ضمن برنامج "نوافذ" عن تفاصيل جريمة موصوفة حدثت مؤخراً، تؤكد استهداف المدنيين بشكل مباشر، حتى أولئك الذين يحملون إعاقات نتيجة اعتداءات سابقة، حيث ارتقى مواطن وزوجته شهيدين في غارة مسيّرة استهدفت سيارتهما على طريق عام زبدين، وأصيب مواطن آخر في الغارة ذاتها.

وأضافت أن المواطن الشهيد كان من جرحى "مجزرة البيجر" السابقة، وقد فقد كلتا عينيه وإحدى يديه في تلك المجزرة، ورغم وضعه الصحي، استهدفته الغارة المسيرة بينما كانت زوجته تقود السيارة، ما أدى إلى استشهادهما وترك ثلاثة أطفال أيتام.

وإلى جانب الاعتداء على المدنيين، شنّ الطيران الصهيوني سلسلة غارات استهدفت مناطق مفتوحة في جنود الهرمل وحربتا وشعت في البقاع الشمالي، إلى جانب تنشيط مكثف بالأسلحة الرشاشة وقنابل مضيئة وصوتية على القرى الحدودية.

وأشارت مراسلتنا في بيروت، إلى مفارقة عجيبة وصادمة في التعامل الرسمي اللبناني مع الأحداث الجارية، حيث يقابل العدوان الصهيوني المتصاعد بصمت رسمي، بينما تُقام "الدنيا ولا تقعد على قضية ثقافية ورمزية، واصفة الموقف الرسمي اللبناني بأنه "فاتر جداً، مؤكدة أنه لا يدين حتى المجازر والاعتداءات المتواصلة على المدنيين.

في المقابل، احتلت قضية إضاءة صخرة الروشة بصورة "شهيد الإسلام والإنسانية" (في إشارة إلى شهيد الأمة والإنسانية للسيد حسن نصر الله) الصدارة في جلسة مجلس الوزراء اللبناني، هذا العمل الثقافي الذي تكفلت به "جمعية رسالة للفنون" (التابعة للمقاومة)، أثار جدلاً واسعاً على أعلى المستويات، وطالب رئيس الحكومة نواف سلام بحل الجمعية، وكأنها مصيبة قد نزلت.

وتساءلت حلاوي عن صدى هذه المفارقة في الداخل اللبناني، حيث يُناقَش عمل ثقافي بسيط على أعلى المستويات باعتباره كارثة، بينما تمر الانتهاكات الفظيعة التي تقتل الأبرياء والمصابين مرور الكرام، مبينة أن هناك "سيناريو موجّه من الخارج في الداخل اللبناني، يهدف إلى "تصفير" (حلّ وإلغاء) كل ما يتعلق بالمقاومة الإسلامية، سواء على المستوى العسكري أو السياسي أو الثقافي، مشيرة إلى مطالب الشارع اللبناني والنخبة السياسية (المناصرة للمقاومة) للحكومة بأن تصحح مسارها وتتبنى أولويات الشعب اللبناني، وهي وقف اعتداءات العدو الصهيوني، الانسحاب من النقاط المحتلة وإعادة الأسرى، البدء في إعادة الإعمار.

وأشارت مراسلة قناة المسيرة، إلى أن جلسة الحكومة كانت تناقش خطة الجيش لحصر السلاح، في وقت يطالب فيه اللبنانيون بأن الأجدر بالحكومة هو مناقشة خطة لوقف اعتداءات العدو الصهيوني وانتهاكاته المستمرة، مؤكدة أن هذه التطورات تظهر أن لبنان عالق في صراع داخلي حول هويته ومقاومته في ظل عدوان خارجي مستمر، حيث تتصارع أولويات وقف سفك الدماء وصد العدوان مع أولويات "تصحيح المسار" الداخلي الذي يطالب به رئيس الحكومة.