• العنوان:
    المرتزقة في عامين من الطوفان.. اصطفاف مكشوف مع الصهاينة
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    بعد عامين من «طوفان الأقصى» سقطت الأقنعة وانكشفت الشعارات: الاختبار القاسي فرز الأطراف وأظهر مواقفٍ واضحة — من اتخذ موقفًا مقاومًا، ومن مال إلى اصطفافاتٍ تخدم أجندات خارجية.
  • كلمات مفتاحية:

في هذا الامتحان، تفوّق اليمن، لكن لا نقول «اليمن» كمجرد اسم، بل قِطعٌ من الشعب والمؤسسات التي صمدت وامتحنت نفسها أمام ضغط التاريخ.

المرحلة التي مرّت كشفت عن حقيقةٍ مفجعة: أطراف كثيرة هبطت إلى الحضيض الأخلاقي والسياسي، وانتقلت من كونها أدواتٍ منقادة لممولين إقليميين إلى تقاطعاتٍ أصغر وأرخص في ولاءاتها، حتى صار بعضها يكرر روايات خصوم الأمة الخارجية. لقد بدا واضحًا أن بعض الذين يصفون أنفسهم بالثوّار أو المدافعين عن الوطن باتوا أدواتٍ لسياساتٍ لا تخدم مصلحة الشعب اليمني أو القضية الفلسطينية.

ومن بين نتائج هذا الانكشاف صعود خطابٍ مكشوفٍ يبرّر التحالفات مع أعداء الشعوب، وقد استبشرت قوىٌ معادية بوجود هذا الانقسام، وظنّت أن وقوعها في صفّها سيكفل لها مكاسب إقليمية، لكن الواقع على الأرض مختلف: اليمن حاضر، قوّاته ومجتمعاته التي صمدت أصبحت أكثر خبرة، وأقرب إلى مساحةٍ وطنية جامعة.

إن مواجهة «المرتزقة» معركة أخلاقية وسياسية، حيث أن فضح التصنيفات وتعرية الولاءات هي بداية الطريق، لكن الطريق لا يَكتمل إلا بإجراءات عملية: تعزيز مؤسسات الدولة، محاسبة من خانوا الوطن وفق القانون، وإعادة بناء شبكة سياسية واجتماعية قادرة على احتواء الاختلافات وإعادة البوصلة الوطنية.

لم يُنهِ الطوفان صدورًّا أو قلوبًا، لكنه وضّح من يقف مع الأمة ومن يقف معها، اليمن الذي اختبرته المحن لم يَنهَ بل صقَل تجربته، وما بقي مطلوبًا الآن هو تحويل هذه التجربة إلى مصالحاتٍ وطنيةٍ عمليةٍ تقود إلى استقرار فعلي وسياسة خارجية تحفظ مصالح الشعب أولاً.


تغطيات