• العنوان:
    الـ7 من أُكتوبر: حين زمجرت فلسطين وترنَّح العدو
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    حدثٌ هزّ كيان العدوّ وأربك المنظومة الدولية للصهيونية العالمية ووجَّه صفعة للتاريخ المزيَّف.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

*********************************

              

في السابع من أُكتوبر، لم يكن صباحُ الفلسطينيين عاديًّا، ولم تكن حدود غزة ساكنة كما يشتهي العدوّ، ولم تكن أسلاك الاحتلال كافية لحجب الانفجار. كان ذلك اليوم إعلانا صارخًا بأن عقود الصمت العربي، والخذلان الأممي، والاحتلال الغاصب، لا يمكنها أن تنهي جوهر الصراع. كان يومًا صفع فيه الشعب المقهور الجيش الذي لا يُقهَر، وامتدت الصفعة لتشمل حكام التطبيع، وأعاد تعريف موازين الردع.

لقد كان السابع من أُكتوبر 2023 لحظة تاريخية كتبت بالدم، لا بالتفاوض. أحرقت كُـلّ حسابات "أمن إسرائيل"، وسحقت "نظريات التفوق الاستخباراتي"، وكشفت الوجه الحقيقي لتحالف الشيطان بين صهيونية دموية ونظام عالمي منافق.

الطوفان: نحو ترسيخ وعي الأُمَّــة

إن عملية طوفان الأقصى لم تكن مُجَـرّد ردٍّ عسكريٍّ محدودٍ، بل زلزالًا جهاديًّا قلب طاولة المنظومة الاستعمارية الجديدة، تلك التي اعتقدت أن غزة أنهكها الحصار، وأن الضفة صارت رهينة التنسيق الأعمى، وأن الشعوب العربية قد ماتت سريريًّا.

خرج المقاتل الفلسطيني من قلب النكبة والنكسة، حاملًا سلاح الوعي قبل الرصاص، بضرورة التحَرّك. اجتاز الأسوار، أسقط المواقع، وأسر الضباط والجنود، ليقول: "هذه فلسطين، هذا شعب، وليست مستوطنة يمكن التفاوض على تقسيمها". وفي تلك اللحظة، سقط قناع الأمن الصهيوني، وارتباك الحلف الأطلسي بأكمله.

صدمة الكيان: حين ترنحَ كيان الاحتلال كمنظمة مهزومة

لقد كشفت الساعات الأولى من العملية حجم الوهم الذي كان يعيشه كيان العدوّ. دمّـرت مواقع، قُصِفت تجمعات عسكرية، وتمت السيطرة على بلدات كاملة، بينما فشل العدوّ في الرد لعدة ساعات؛ فاختفى جيشه، وارتباك قادته، وانهارت معنويات جنوده. هذه ليست مبالغة إعلامية؛ هي مشاهد موثَّقة، وصور خُفِرت في وعي العالم أن "الجيش الذي لا يُقهَر" يمكن أن يُقهَر، ويهان، ويُسحَق عند أول زلزلة مع رجال الله الصامدين.

لم يكن رد المحتلّ على العملية عسكريًّا فقط، بل وحشيًّا بلا حدود. ارتكبت أفظع المجازر في قطاع غزة، سُوِيَت أحياء بالأرض، قُطعت الكهرباء والماء، وارتكبت جرائم إبادة ضد الأطفال والنساء.

كانت محاولة انتقام جبانة بحق مدنيين عُزَّل، لأن العدوّ كان عاجزًا عن مواجهة المقاوم في الميدان. لكن حتى هذه الوحشية فشلت في كسر إرادَة فصائل المقاومة المجاهدة في غزة، وفشلت في إرهاب شعب اعتاد الحياة على شفَّة حفرة من الموت منذ سبع عقود من الزمن. وهنا صَحَا أحرار العالم: حملات تضامن، مسيرات، مقاطعة، إعلام حر اخترق جدار الصمت، وصوت الحق بدأ يصدح عالميًّا لتعود القضية الفلسطينية من جديد، بعد أن أراد العدوّ تصفيتها بما يسمى بالتطبيع.

موقف الأُمَّــة: أين الجيوش؟ وأين السيادة؟ بل أين القومية العربية التي ظلت الأنظمة تتغنى بها منذ عقود من الزمن؟

من المحيط إلى الخليج ولا من مجيب؛ لا رؤساء، ولا ملوك، ولا أمراء، ولا زُعَراء، ولا نخب، ولا سياسيون، ولا مثقفون. تبخَّرت كُـلّ المسميات وكل الصفات أمام ما يعمله العدوّ الصهيوني بحق إخوتنا في غزة – إلا من رحم ربي من محور الجهاد والمقاومة. ويا ليت الأنظمة اكتفت بالصمت والخذلان – بل نزلت عند رغبة العدوّ، وقامت بتدجين شعوبها وشيطنة كُـلّ من له موقف مساند للقضية والطوفان.

صنعاء وطوفان الأقصى: موقف لا يُشترى

في زمن طبَّع فيه المطبِّعون، وتراجع فيه المتخاذلون، تقدَّمت صنعاء –قلب اليمن الحر– لتقول كلمتها بوضوح: فلسطين ليست وحدها.

أرسلت رسائلها الحازمة، دعمت، حرَّكت، وفتحت إعلامها ومساجدها وشوارعها لتجعل القضية الفلسطينية قضية كُـلّ يمني حر، فيها كَبيرًا كان أم صغيرًا، ذكرًا أم أنثى، لتعلن بدء معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس.

موقف صنعاء لم يكن ارتجالًا، بل هو امتداد للمشروع القرآني الذي أعلنه الشهيد القائد السيد/ حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه-.

فأول ملزمة وأول درس قدَّمه الشهيد القائد كان تحت عنوان "يوم القدس العالمي"، ليلفت أنظار المنتمين للمشروع القرآني، وأنظار الأُمَّــة كلها، أن: فلسطين هي القضية المركزية والأولى لهذه الأُمَّــة.

إذًا: المعركةُ مع الصهيونية ليست قضية حدود، بل قضية كرامة وسيادة ودين وحضارة وهوية. ومن لا يفهم هذا، فليعد قراءة الجغرافيا والتاريخ، ويرجع للقرآن الكريم.

خاتمة: السؤال الآن للأُمَّـة ليس: "ماذا فعلت المقاومة؟" بل "ماذا فعلنا نحن بعد الطوفان؟".

هل اكتفينا بالمشاهدة؟

هل صرخنا يومًا وصمتنا باقي العام؟

هل فعَّلنا سلاح المقاطعة للبضائع؟

هل فضحنا المتواطئين؟

هل دعونا للجهاد بالنفس والمال؟

هل أعددنا ما استطعنا؟


تغطيات