• العنوان:
    طوفان الأقصى.. زلزال حطَّم أُسطورة "الكيان الآمن"
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    لم يكن السابع من أُكتوبر يومًا عاديًّا في سجلّ الصراع الطويل، بل كان نقطةَ ارتدادٍ استراتيجيٍّ ألقت بظلالها على كامل النظام الإقليميّ المتهاوي.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

إن طوفان الأقصى لم يستهدف الحواجز العسكرية فحسب، بل وجَّه طعنةً في صميم الذاكرة الأمنية الصهيونية، محطِّمًا بذلك أُسطورة "الكيان الآمن" التي بُنيت عليها كُـلّ مشاريع التطبيع والاحتواء.

العملية كشفت عجزًا بنيويًّا في مرتكزات العدوّ، يمكن إجماله في محورين: الفشل الاستخباراتي التاريخي، والانهيار النفسي العميق.

على مستوى الفشل الاستخباراتي، لم يكن الإخفاق مُجَـرّد ثغرةٍ تكتيكية؛ بل كان انهيارا كاملًا لمنظومة التنبؤ والردع.

لقد عاش الكيان في غفلةٍ تامة، يعتقد أنه قادرٌ على إدارة الصراع بتقنيةٍ وتفوّقٍ مطلق، متجاهلًا الإرادَة الإيمانية التي تُترجم الوعد القرآني إلى فعلٍ مباغت.

هذا الفشل أثبت أن التكنولوجيا الغربية لا يمكن أن تصمد أمام الإيمان الراسخ، وأن العدوّ لم يستوعب طبيعة المقاومة القائمة على التحقّق الرسالي.

﴿قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخرىٰ كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاءُ﴾ (آل عمران: 13).

أما الانهيار النفسي، فظهر في التخبط والعشوائية والانتقام الوحشي الذي مارسه العدوّ بعد الطوفان.

لم يستطع الكيان استيعاب اختراق عمقه الحيوي، فحوَّل هزيمته الأمنية إلى حرب إبادة شاملة ضد المدنيين؛ ممَّا فضح جوهره الإجرامي أمام العالم.

هذا الانهيار هو ما دفع جبهة الإسناد اليمنية إلى التدخُّل، ليس فقط كدعم، بل كتفعيلٍ لإرادَة المواجهة الشاملة، بتحويل البحر الأحمر إلى مسرحٍ لفرض الردع الاقتصادي، مؤكّـدين أن لا أمن للكيان، لا في البرّ ولا في البحر.

طوفان الأقصى هو إعلان نهاية أُسطورة "الأمن الصهيوني"، وإعلان بدايةٍ لمرحلةٍ جديدةٍ من المواجهة الموحّدة التي لا تقبل المساومة ولا الخضوع لوهن الأنظمة المتخاذلة.


تغطيات