• العنوان:
    اليمن.. وطنُ الخلود ومهدُ الكرامة والإيمان
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    اليمن.. ليست مُجَـرّد اسم على خريطةٍ، ولا وطنًا تحدّه الجبال والبحار، بل هي نَفَسٌ خالدٌ في صدور أبنائها، وسرٌّ من أسرار الوجود، يتجلّى فيه الإيمان والعزّة والشموخ.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

هي اليمن التي حين تذكرها، يهبّ النسيم من التاريخ ليحمل إليك عبق المجد، وصوت الأجداد، ورائحة الأرض التي باركها الله بالإيمان والحكمة.

في هذا الوطن العظيم، تتعانق الروح مع الجسد، ويذوب الانتماء في تفاصيل الحياة، حتى لا تعرف أين تنتهي الأرض وأين تبدأ أنت.

فمن يشرب من مائها لا يعرف العطش، ومن يلمس ترابها يُصبح قلبه معلّقًا بها إلى الأبد.

هي اليمن التي لا تشبه سواها، والتي كلما اشتدت عليها المحن، ازدادت تألقًا وصلابةً وثباتًا.

اليمن ليست أرضًا فقط، بل ذاكرة أُمَّـة، ومهد حضاراتٍ سطّرها التاريخ بحروفٍ من نور.

من سبأ التي أنشأت أول دولة منظمة في التاريخ، إلى مأرب التي روت الأرض بسدّها العظيم، إلى صنعاء التي تنام على كتف الشمس وتستيقظ على صوت المآذن وأدعية الأنقياء.

هي وطن الأنبياء والأولياء، وبلادُ الشعراء والعظماء، من ترابها خرجت الكلمات لتغدو أناشيد عزّةٍ وكرامةٍ وفداء.

في اليمن، لا شيء عابر؛ فكلّ ذرةٍ من ترابها تحمل قصةَ مجد، وكلّ نسمةٍ من هوائها تروي حكايةَ صمودٍ وإيمان.

على جبالها رُسمت ملامح الرجولة، وفي وديانها نبتت الكرامة، وعلى شواطئها كتب البحر آيات الكبرياء.

نحن في اليمن، رغم الألم والجراح، نحمل في صدورنا قلوبًا لا تعرف إلا الحب، وأرواحا لا تعرف إلا الصبر، ووجوهًا لا تعرف إلا الأمل.

نفرح رغم الوجع، ونبتسم رغم العناء، لأننا ورثة النور واليقين، وسلالة الذين لا يُهزمون.

نعيش البساطة في مظهرنا، والعظمة في جوهرنا، ولا نُضمر حقدًا لأحد، فقلوبنا أكبر من الضغائن، ونفوسنا أطهر من الكراهية.

نحن في اليمن فقراء من الحسد، أغنياء بالنقاء، نعيش على القيم، ونقتات على الكرامة، ونرتوي من نهر المحبة الذي يجري في وجداننا منذ الأزل.

فلا عجب أن تبقى اليمنُ قلب الأُمَّــة النابض، ومحراب الصبر، ووجهة الأحرار الذين يؤمنون أن العزة لا تُشترى، وأن الكرامة لا تُباع.

هذا الوطن الذي يتغنى به كُـلّ قلبٍ مخلص، ويكتبه الشعراء بدموعهم، ويدافع عنه الشرفاء بدمائهم، وطنٌ لا يمكن أن يموت، لأن في كُـلّ ذرة من ترابه روح شهيد، وفي كُـلّ جبلٍ صدى تكبير، وفي كُـلّ أم دعاءٌ للمقاومين والأبطال الذين كتبوا التاريخ من جديد.

لقد أرادوا لليمن أن ينكسر، فازداد صلابة.

أرادوا له أن يجوع، فأطعم العالم دروس العزة والصبر.

أرادوا له أن يسكت، فصار صوته يجلجل في سماء الأُمَّــة، ينادي بالحق، ويهتف بالحرية، ويواجه الطغاة بثقة المؤمنين بوعد الله:

﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾

إن اليمن اليوم ليست مُجَـرّد وطنٍ يصمد أمام العدوان، بل رسالة إلهية تقول للعالم إن الإيمان أقوى من السلاح، وإن الإرادَة تصنع المعجزات.

من جبال صعدة إلى سهول تهامة، ومن صنعاء إلى تعز وإب، ومن مأرب إلى شبوة وحضرموت، ينهض الشعب كُـلّ يومٍ كأنّ التاريخ يولد من جديد.

وفي قلب هذا الوطن، يقف القائد المؤمن، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي – حفظه الله – رمز الصبر والثبات، يذكّر الأُمَّــة بمعاني الإيمان، ويقودها نحو النصر والعزة والكرامة، بعقيدةٍ راسخةٍ لا تتزعزع، وبروحٍ قرآنيةٍ تُنير الدرب وتُبشّر بالفجر القادم.

اليمن ليست مُجَـرّد وطن نعيش فيه، بل هي الوطن الذي يعيش فينا، في وجداننا، في لغتنا، في أحلامنا.

هي الروح التي لا تموت، والذاكرة التي لا تُمحى، والمجد الذي لا يُنسى.

فيها نولد، وفيها نكبر، وفيها نجد معنى الحياة ومعنى الفداء، لأنها وطن الروح والجسد، وطن الإيمان واليقين، وطن المجد المتجدد.

ومن لم يعرف اليمن، لن يعرف معنى الكبرياء،

ومن لم يعشقها، لم يتذوق طعم الانتماء الحقيقي.

اليمن.. هي البداية، وهي الخاتمة، وهي وعد الله الذي لا يُخلف.

هي مهد الكرامة، ووطن الخلود، وعنوان الأُمَّــة التي لا تموت.

وستبقى اليمن، بعون الله، منارة الأحرار، وملهمة الشعوب، ومصدر العزة لكل من ينتمي إلى الحق.

تغطيات