• العنوان:
    هنا تنتهي الخطّة.. وتبدأ الأُسطورة
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    تتجلى ملامحُ الخطة الأمريكية الإسرائيلية في غزة كأخطر مشروع ليس جديدًا من نوعه، يهدفُ إلى اقتلاع روح القضية الفلسطينية من جسد الأُمَّــة الإسلامية.. باسم "نزع سلاح حماس" تُخاضُ حربٌ شاملة، لا تستهدف المقاومة وحدها، بل تسعى إلى تجريد الشعب الفلسطيني من كُـلّ وسيلة للدفاع عن أرضه وكرامته.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

إنهم يريدون غزة بلا مقاومة، وبلا هُوية، وبلا شعب قادر على الدفاع عن أرضه وشرفه وكرامته.

هذه الخطة ليست وليدة اللحظة، بل نتيجة تراكمات صمت وتخاذل زعماء العرب منذ حصار القطاع، واشتدت مع الإجرام الإسرائيلي الوحشي الذي طال الأطفال في غزة لعجزه عن المواجهة عسكريًّا. فحين يعجز العدوّ الإسرائيلي عن كسر المقاومة عسكريًّا، يلجأُ إلى حربٍ خبيثة هدفها تهجير سكان غزة وتفريغ الأرض من أهلها، وانتزاع السلاح من رجالها، ليقيم مخطّطه في التوسع.

أما الدور الأمريكي فهو المظلة التي تحمي هذا الإجرام، وتموله وتدعمه عسكريًّا وسياسيًّا بتضليلها تحت مسمَّى "السلام" و"الاستقرار" و"إعادة الإعمار"، وهي في حقيقتها أدوات لتصفية القضية الفلسطينية ودفنها تحت ركام المؤامرات. واشنطن لا تسعى إلى إنهاء الحرب بقدر ما تريدُ إنهاءَ المقاومة، وتثبيت الاحتلال كأمر واقع تحت شعار "إدارة غزة" لتخدم مصالحها.

إن التهجير القسري الذي يُخطط له هو جريمة بكل المقاييس، ومحاولة لتكرار نكبة 1948 بثوب جديد. فبعد أن دمّـرت البيوت والمستشفيات والمدارس، يسعون اليوم لاقتلاع الناس من جذورهم، ليمتد المشروع الصهيوني الإسرائيلي على أنقاض غزة.

لكن ما يجهله العدوّ الإسرائيلي أن غزة ليست أرضًا فقط، بل قضية وصمود، وأن نزع السلاح لا يعني نزع الإرادَة. فكل طفلٍ يولد في غزة وفي قلبه وطن، وكل أم ثكلى تزرع في ابنها معنى البقاء، وكل شهيدٍ يكتب بدمه أن هذه الأرض لا تُباع ولا تُغادر.

لن تُطفأ جذوة غزة، ولن تُركع أرضٌ سقاها الشهداء بدمائهم. إنّ الخطة الأمريكية الإسرائيلية، مهما زخرفت بألفاظ "السلام" و"الاستقرار"، ليست إلا ستارًا لاغتيال الحقيقة وسرقة الوجود. لكنهم جهلوا أن غزة خُلقت من صخرٍ لا يُكسر، وأن جذورها تمتد في أعماق العزة لا تُقتلع.

وإنّ الدم الذي ينزف اليوم لن يضيع هدرًا، بل سيكون حبر النصر الآتي، وصوت الأحرار في وجه الطغيان. ستبقى غزة راية الصمود، ومحراب الكرامة، وحدُّ السيف الذي يقطع أوهام الغزاة، حتى يُزهِرَ فجر الحرية، وتُعلَنَ نهاية الطغيان.

تغطيات