• العنوان:
    الأسير الشهيد العفيري.. مواقف بطولية
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

بقلم الأسير المحرّر علي محمد الحكمي

 رفيق الأسير الشهيد عيسى العفيري

   

منذ انطلاق العدوان على اليمن، لبّى الأسير المجاهد عيسى مقبل علي عون العفيري نداء الواجب، وكانت بدايته في جبهة عدن، حَيثُ شارك بشجاعة في مواجهة قوى العدوان. وبعد الانسحاب من عدن، واصل طريق الجهاد في جبهة مقبنة، ثابتًا على مبدئه وموقفه.

كان حريصًا على برِّ والدته، فكان يتسلل لزيارتها ليلًا في منطقة حمير الواقعة تحت سيطرة العدوان، حتى اكتشف أمره الأعداء فاعتدوا عليه، محاولين ثنيه عن موقفه الجهادي، إلا أنه بقي صامدًا لا يتزحزح. ومع اشتداد التضييق عليه من بعض أبناء منطقته، وقعت مواجهة انتهت بمقتل القيادي محمد النجار، فحُوصِر في منزله وأُسر عام 2016م.

وفي سجون العدوان، وقف عيسى العفيري كالطود الشامخ، لم يهن ولم يخضع، وعندما حاكموه قال بكل شموخ: «أنا أسير حرب، ولن أخضع لمحاكمتكم». وبعد جلستين شكليتين، صدر بحقه حكم الإعدام، فاستقبله بثبات المؤمن الواثق بعدالة قضيته.

لم تقتصر مواقفه البطولية عليه فحسب، بل غرس روح الجهاد في أسرته، فكانت وصيته لأخيه الأصغر أن يلتحق بصفوف المجاهدين، فلبّى النداء واستشهد في جبهة الكدحة، إنه الشهيد هارون العفيري، الذي سار على درب أخيه في سبيل الله.

وحين عجز المرتزِقة عن كسر إرادَة الأسير عيسى العفيري، ارتكبوا جريمة نكراء؛ إذ أقدموا بطقمٍ عسكري على دهس والدته ظلمًا وعدوانًا، أثناء انتظارها أذان المغرب لتفطر من صيامها، ظانين أن ذلك سيؤثر على معنوياته. لكنهم خابوا، وبقي متمسكًا بموقفه الجهادي حتى النهاية.

أما أخواته فقد قدمن مثالًا في الشجاعة والوفاء، فبعد أن شهدن جريمة دهس والدتهن أمام أعينهن، انتزعن سلاح أحد الجناة في محاولةٍ للانتقام لأمهن، ثم أقدمن على إحراق الطقم العسكري الذي ارتكب الجريمة، ليكون شاهدًا على خزي المعتدين وفضيحتهم.

ولمّا فشلت كُـلّ محاولات المرتزِقة، سعوا لمساومة صنعاء عبر إدراج أربعة سجناء محكومين بالإعدام في قضايا جنائية ضمن كشوفات التبادل، في محاولةٍ لتضليل الرأي العام والتغطية على جريمة إعدام الأسير عيسى العفيري، الذي حُرم من الزيارة ومنع عن أسرته تمامًا.

وفي نهاية المطاف، أقدم العدوان على إعدام الأسير عيسى العفيري ظلمًا وعدوانًا، رغم إبلاغ المبعوث الأممي مسبقًا بقضيته ومحاكمته، لتبقى جريمته شاهدًا آخر على وحشية العدوان وجرائمه بحق الأسرى والمعتقلين.

تغطيات