• العنوان:
    غزة ما بين الجوع والنار.. وبين الصمت والخِذلان
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    سيُكتب في التاريخ أن هناك شعبًا محاصرًا اختار المقاومة على الركوع، وأنّ في غزة أبطالا آمنوا بأن النصر يولد من رحم المعاناة.. وأن الكرامة لا تُشترى، ولا تُستجدى، بل تُنتزع.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

     

يمرّ قطاع غزة بكارثة إنسانية لم يَسْبِق لها مثيل في تاريخ البشرية، حَيثُ يتعمّد العدوّ الصهيوني، برعاية الشيطان الأكبر، واشنطن، استخدام التجويع سلاحًا ضد الأهالي في القطاع، في ظلّ صمت دولي وعربي مخزٍ ومريب.

لقد فضحت غزة عناوين "حقوق الطفل" و"حقوق المرأة" و"حقوق الإنسان" وغيرها من الشعارات الزائفة التي صدّعت الرؤوس وتردّدت على مسامعنا كَثيرًا، لكنها تلاشت في غزة وتبخّرت، لأن الطفل الذي بلا حليب فلسطيني، ولأن المرأة التي لم تجد ما يسدّ رمقها ورمق أطفالها مسلمة، ولأن الإنسان الذي يجوع ويُقتل هو إنسان عربي لا يؤمن بالعبودية إلا لله.

من لم يُقتل في غزة بالرصاص والقنابل، قُتل جوعًا وكمدًا، وكأنّ العالم قد أجمع، مع الكيان الصهيوني وواشنطن، على الحكم على الشعب الفلسطيني في غزة الأبية بالإعدام، لا لذنب اقترفوه، بل لأنهم تحَرّكوا لنصرة أقصى المسلمين المستباح، ولأنهم لبّوا نداء الأسرى الذين يعانون كُـلّ أشكال المعاناة في سجون الاحتلال منذ عشرات السنين، ولأنهم انتصروا لأعراض المسلمين في الضفة المحتلّة.

نعم، كان الفلسطينيون يعلمون، حين قرّروا بدء عملية " (طوفان الأقصى) "، أن الجيوش العربية الجرّارة وذات الإمْكَانات الكبيرة لن تلتحق بمعركتهم لنيل شرف الدفاع عن مقدساتها التي يدنّسها الصهاينة بين الفينة والأُخرى. لكنهم لم يكونوا يعلمون أن الأُمَّــة العربية ستترك الأطفال والنساء والعزّل في غزة بلا مأوى يقتاتون أعلاف الحيوانات إن وُجد، بل يموتون جوعًا، ويقضون أيامهم ولياليهم بلا طعام أَو ماء.

وفي ظل هذا المشهد القاتم، تبقى غزة عنوانًا للكرامة، وصوتًا صارخًا في وجه الخِذلان، وشاهدة على سقوط الإنسانية في امتحانها الأكبر. ورغم الجوع والدمار والحصار، فإن روح الصمود في غزة لا تنكسر، لأنها لم تقاتل؛ مِن أجلِ أرض فقط، بل؛ مِن أجلِ كرامة أُمَّـة، ومقدسات دين، وحقّ لا يموت.

سيُكتب في التاريخ أن هناك شعبًا محاصرًا اختار المقاومة على الركوع، وأنّ في غزة أبطالا آمنوا بأن النصر يولد من رحم المعاناة.. وأن الكرامة لا تُشترى، ولا تُستجدى، بل تُنتزع.


تغطيات