-
العنوان:عَلَمُ فلسطين ودمعةُ الأب: حكايةُ الصحوة في زمن التخاذل
-
المدة:00:00:00
-
الوصف:كان السؤال يتقطّعُ ألمًا في حلقي، بينما كانت عيناي الصغيرتان تراقبان عَلَمًا غريبًا يرفرفُ إلى جوار عَلَمِ اليمن في باحة المدرسة.
-
التصنيفات:مقالات
-
كلمات مفتاحية:
"لمن هذه الراية يا أُستاذ؟"
سألت بفضول.
أجابني الأُستاذ، وعيناه تحملان حسرة
ثقيلة: "إنه علم فلسطين المحتلّة".
تعجبت حينها، لكن التعجب تحول إلى وعي
عندما دخلت الفصل.
أعلن المعلم: "درسنا اليوم هو
قضية المسلمين المقدسة، قضية تحرير الأقصى الشريف من دنس اليهود".
استمعت لقصة لم تكن مُجَـرّد درس، بل
كانت نداءً مزروعًا في أعماق الروح.
في المنزل، فتحت التلفاز لأرى أطفالا
يبكون، وأُمهات تُستباح، وكبار سنٍّ يُهانون.
ارتعد قلبي وسألت أبي: "ما
هذا؟" أجابني، والقهر يملأ صوته: "إنها فلسطين".
عندما انتهى من سرد الحكاية المريرة،
طرحت سؤالي البريء الذي طالما شغلني: "أين المسلمون لمناصرتهم؟" صمت أبي
صمتًا موجعًا ثم انصرف.
كانت تلك الإجَابَة الصامتة أقسى من
ألف كلمة.
كبرتُ، وشاخ السؤال في روحي.
حتى جاء يوم السابع من أُكتوبر.
حينها اشتعل الأمل النادر:
"الآن سيتحَرّك المسلمون جميعًا! إنها فرصة تاريخية لا تعوض لتحرير الأقصى!"
لكنّي تفاجأت.
صمتٌ عربي وإسلامي مُخزٍ غطى على
القضية المحورية التي نشأتُ في انتظار هذه اللحظة؛ مِن أجلِها.
العدوّ زادته الجرائم جرأة: إبادة
جماعية، تجويع ممنهج، وضرب للدول التي حاولت التحَرّك.
والأغلبية؟ لا شيء سوى الصمت والتفرج.
عدتُ إلى أبي، وسألته: "أتذكر
صمتك عندما سألتك أين العرب؟" فنظر إليَّ وقال: "ها هي الإجَابَة أمامك".
في تلك اللحظة فهمت.
فهمت أن المسلمين الحقيقيين هم فقط
من تحَرّكوا، وهم من يمثلون خط اليمن وإيران ولبنان والعراق.
فهمت أن من تخاذل هم من يتخفون تحت
قناع الإسلام، وأن العدوّ قد تمكّن من تخدير العرب قبل أن يتمكّن من كامل فلسطين.
فهمت لماذا تحَرّك القادة المخلصون
بعقيدة صادقة.
ركضت إلى أبي وقلت بلهفة: "ما
هو الحل؟" أجابني بثبات: "الحل الوحيد هو أن تتحَرّك الشعوب ضد الأنظمة،
أن تغيّر موازين المعادلة.
افهم يا ولدي، الصراع ليس بالسلاح
العسكري فقط، بل بالثقة بالله والوحدة، وترك العقائد الباطلة.
الحل أن نتوحّد تحت علم من آل بيت
رسول الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ-، وأن ننهج نهج
الرسول والإمام علي".
ثم نظر إليَّ بعزم وقال:
"فلنسرع، علينا الذهاب إلى ميدان السبعين مناصرة لغزة، ولنتخذ موقفًا أمام
الله".
قلت له وأنا أبتسم ابتسامة فهم
جديدة: "انتظر خمس دقائق فقط! سأذهب إلى دولابي، وأفتح حصالتي لأتبرع للقوة
الصاروخية والبحرية!" ابتسم أبي ابتسامةً عريضةً وقال: "ولا تنسَ أن
تحضر العلم اليمني والفلسطيني لنأخذهما معنا إلى المسيرة".
في تلك اللحظة فهمت لماذا كان العلم
مرفوعًا في المدرسة عندما كنت صغيرًا.
فهمت أن العقيدة الصحيحة هي البُوصلة
الوحيدة التي ستحرّر الأقصى الشريف من دنس المحتلّ.
ما الشعور الذي تركته هذه القصة في نفسك؟
تغطية إخبارية | حول آخر التطورات والمستجدات في غزة ولبنان | مع أركان بدر و عصري فياض و علي حمية و نضال زهوي 09-05-1447هـ 31-10-2025م
تغطية إخبارية | حول آخر التطورات والمستجدات في غزة و لبنان و السودان | مع د. وليد محمد علي، و العميد علي أبي رعد، و العقيد أكرم كمال سيروي، و د. نزيه منصور 09-05-1447هـ 31-10-2025م
تغطية إخبارية | حول آخر التطورات والمستجدات في غزة و لبنان و السودان | مع العميد عمر معربوني و حسين مرتضى و محمد جرادات و حمزة البشتاوي و محمد عثمان و إيهاب شوقي 08-05-1447هـ 30-10-2025م
تغطية إخبارية | حول آخر التطورات والمستجدات في غزة | مع عماد أبو الحسن و عبدالإله حجر 08-05-1447هـ 30-10-2025م
الحقيقة لاغير | ما هي أسباب وأسرار العداء السعودي التاريخي لليمن وماذا عن وصية عبد العزيز لمنع استقرار اليمن واستقلاله؟ | 06-05-1447هـ 28-10-2025م
🔵 الحقيقة لاغير | قراءة في الموقف اليمني إلى جانب غزة وفلسطين على ضوء مائة عام من الصراع العربي الإسرئيلي - ( الجزء 02) | 04-05-1447هـ 26-10-2025م
الحقيقة لاغير | قراءة في الموقف اليمني إلى جانب غزة وفلسطين على ضوء مائة عام من الصراع العربي الإسرئيلي - ( الجزء 01) | 03-05-1447هـ 25-10-2025م
لقاء خاص | مع السيد عبدالكريم نصرالله (والد شهيد الإسلام والإنسانية السيد حسن نصرالله) 06-04-1447هـ 28-09-2025م
لقاء خاص | مع عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب رامي أبوحمدان - قراءة في المشهد اللبناني وتطوراته 22-02-1447هـ 16-08-2025م