• العنوان:
    وعدُ الله أكبرُ من تهويل الأعداء
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    لو يعلم الأمريكي وحلفاؤه كيف ننظر إلى تحشيداتهم الإعلامية والعسكرية، لما بالغوا في التهويل ولا اجتهدوا في التحجيم.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

  

نحن قوم باعوا أنفسَهم لله، لا نخشى فيه لومة لائم، وقد أيقنا أن النصر وعدٌ إلهي لا يُخلف.

قال تعالى: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}.

فكيف يخيفنا من لا يملك إلا خواءً خلف جبروت زائف؟

لقد سبق لهم أن جرّبوا أساليب الدعاية والتهويل، وجعلوا الإعلام أدَاة حرب قبل المدفع والصاروخ، فأطلقوا آلاف الحملات المصاحبة لهجماتهم.

فماذا كانت النتيجة؟ لم ينالوا إلا الخيبة والهزيمة، ولم يحصدوا إلا القتلى والدمار على أيدي رجال باعوا دنياهم لله، ورأوا في الجهاد حياة أعظم من حياة القاعدين.

لقد سقطت أبواقهم، فماذا عن تحشيدهم؟ نحن أُمَّـة إذَا قيل لنا: إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم، لم ترتعد قلوبنا، بل نزداد إيمانًا ويقينًا وثباتًا، ونقول كما قال ربنا: {حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}.

هذا هو سلاحنا الذي لا ينفد، وهذه هي قوتنا التي لا تُقهر.

كلما زادوا في الضجيج، اشتد يقيننا بأنهم في مأزِق.

وكلما أعلنوا تحشيدًا، فهم في الحقيقة يصرخون من ألم الهزيمة التي تقترب.

يريدون أن يُرهبونا بالكلمات، لكننا نقرأ بين السطور ضعفهم وارتباكهم.

فوالله، لو حشدوا الأرض كلها بمدرعاتها وآلياتها، وملأوا الجو بطائراتهم، والبحر ببوارجهم، ما أخافوا فينا طفلًا صغيرًا، ولا اهتزت لنا شعرة؛ لأَنَّنا نؤمن أن العاقبة للمتقين.

قال تعالى: {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ}.

إنهم لا يفهمون أننا أصحاب رسالة، نحمل قضية لا تُشترى ولا تُباع، ونعيش إيمانًا لا تزعزعه المدافع.

إذَا استُشهد منا رجل، قامت من بعده ألوف، فبطولتنا متجددة من أرحام أمتنا.

لن تنكسر إرادتنا مهما عظمت الجيوش أمامنا؛ لأَنَّنا نعلم أن الله معنا، ومن كان الله معه فماذا يخشى؟

قال تعالى: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ}، وقال: {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ}.

بهذا الوعد نتحَرّك، وبهذا اليقين نصمد.

لذلك نرى كُـلّ حملة إعلامية مصحوبة بالرعب عند العدوّ قبل أن تكون رعبًا عندنا، ونعتبر كُـلّ تحشيد عسكري اعترافا ضمنيًّا بعجزهم عن المواجهة المباشرة.

فليعلم الأمريكي وحلفاؤه أن عزيمتنا أقوى من مدرعاتهم، وإيماننا أصلبُ من بارجاتهم، وصمودنا أطول من بقاء جيوشهم على أرضنا.

نحن أبناء الإيمان، أحفاد الذين صدقوا الله فصدقهم.

لن ترهبنا ضوضاء تحشيداتهم، ولن تخيفنا جبروت آلياتهم.

إن النصر وعد الله، ووعد الله لا يتخلف.

قال تعالى: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ}.

فليعلموا، وليشهد العالم كله، أننا أُمَّـة لا يهزمنا إلا تركنا لليقين، وما دمنا على عهدنا مع الله، فلن نُهزم أبدًا.