• العنوان:
    غزة في أحلام ترامب
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    الأهداف الضمنية وما بين سطور الخطة الأمريكية هندسة جدية ليس لقطاع غزة والمقاومة الفلسطينية فحسب، بل لعموم المنطقة وعلى مراحلَ معينة، ووفق مسارات استراتيجية موثوقة، مبنية على تغييرات قد تحصل لاحقًا بخطة "السلام العربي الإسرائيلي".
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

    


الفخ الاستعماري

حظيت ما تسمى بـ "خطة ترامب للسلام في غزة" بترحيب عالمي واسع وحفاوة عربية كبيرة لإقامة دولة فلسطينية مستقبلية، "دمج قطاع غزة بالضفة الغربية" بإدارة مجلس عالمي تحت قيادة الحاكم توني بلير، وبإشراف مباشر من ترامب شخصيًّا، اللذَينِ سيحكمان "فلسطين الجديدة" لأَجَلٍ غير مسمى، "بقوانين دولية تسمح بذلك" وبالطريقة التي يريدها كَيان الاحتلال الصهيوني، حتى تتحول إلى ريفييرا الشرق الأوسط، بشرط أن يضمن كُـلّ من يريد البقاء فيها من الفلسطينيين التخلي عن معادَاة الصهاينة من جانب، وترك حق العودة إلى بلداتهم التي طُردوا منها بعد النكبة الأولى عام 1948 من جانب آخر، وكذلك يمكن أن تصبح غزة بعد أن تتحوَّل كليًّا إلى نسخة مطوَّرة، موطنًا لكل من يريد السكن فيها من الشعوب والأمم الأُخرى.

الخطة وقضاياها السياسية

🔹 نظرية السلام الليبرالي

من منطلق الفكر الغربي، ووفق خدعة ترامب، سيتحول الجهاد في غزة من جهاد إسلامي ضد الكيان الصهيوني إلى جهاد "ديمقراطي"؛ حتى يتحقّق السلام الكامل مع الصهاينة، ونقل غزة من عقيدتها المحلية إلى عقيدة دولية تُفرض قسرًا عليها؛ لتنشئة أجيال جماعية على فكرة "إن الدول الديمقراطية لا تقاتل بعضها".

🔹 تشكيل غزة وفق الموازين الأمنية الإسرائيلية

بإشراف دولي وإقليمي مساعد لكيان الاحتلال، تسعى خطة ترامب إلى تفكيك حركة حماس سياسيًّا، وشل قدراتها عسكريًّا، ونزع سريع لسلاحها، وتدمير شامل لأنفاقها.

ومن ثَم يؤسِّسون كيانًا حكوميًّا غريبًا في قطاع غزة لا دور لحماس ولا لبقية الفلسطينيين فيه إطلاقًا، ويعملون على أن يكون تحت مسؤولية الكيان الإسرائيلي أمنًا.

وينظرون إلى غزة من الناحية الاقتصادية على أنها سواحل تدر ملايين الدولارات عليهم، ومن الناحية الاجتماعية يأملون أن تصبح تلك الاستثمارات يومًا ما ماخورَ دعارة، ويبصرون الأراضي التي لا تهم (إسرائيل) ولا تشكل خطرًا عليها على أنها عبارة عن كراج لوقوف السيارات لا أكثر.

المشهد المغاير

الأهداف الضمنية وما بين سطور الخطة الأمريكية هندسة جدية ليس لقطاع غزة والمقاومة الفلسطينية فحسب، بل لعموم المنطقة وعلى مراحل معينة، ووفق مسارات استراتيجية موثوقة، مبنية على تغييرات قد تحصل لاحقًا بخطة "السلام العربي الإسرائيلي".

لوجود تناقضات كثيرة بين صفقة القرن والخطة الحالية؛ لطمأنة عموم الساحة الإسلامية؛ بغية الاستفراد بجمهورية إيران الإسلامية، لدواعٍ كثيرة من أهمها أن أغلبَ الدول العربية والإسلامية ملّت من الحروب ولا تريد حتى المشاركةَ الجزئيةَ فيها، وسيقبلون بكل المبادرات التي تدعم الاستسلام [السلام] مع (إسرائيل) وسيتحمّلون أعباءها المادية، وقد يطالبون بخطط تماثل هذه الخطة في دول عربية أُخرى.

* كاتب عراقي