• العنوان:
    إيقاف الكيان لأسطول الصمود.. ذبح للضمير الإنساني
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    في مشهدٍ يتكرّر، يؤكّـد فيه الكيان الصهيوني غطرسته وتحديه السافر للإرادَة الإنسانية، جاء خبر اعتراضه وإيقافه لـ"أسطول الصمود العالمي"، ذلك الأمل الأخير الذي تبقى للضمير العالمي الحي.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

  

إنّ هذا الاعتراض ليس مُجَـرّد إجراء روتيني أَو عمليّة عسكرية، بل هو ذبحٌ للضمير الإنساني العالمي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وبكل غطرسة وتحدٍّ وإجرام يستهين بأية صوت حرّ ينادي بالعدل والرحمة في أنحاء المعمورة.

لقد تجسّد "أسطول الصمود" كصرخة أخيرة في وجه الصمت الدولي المطبق، محاولةً لكسر الحصار الخانق الذي يفرضه كيان العدوّ الصهيوني على قطاع غزة منذ سنوات طويلة، والذي تفاقم حدّته بشكل كارثي مع استمرار العدوان الأخير.. كان الأسطول بمثابة شريان حياة يُحاول مدّ القطاع المحاصر بما يحتاجه من مقومات بقاء، لكن تعنّت الكيان الصهيوني وإصراره على الإذلال والحصار أجهض هذه المحاولة الإنسانية النبيلة.

إن ما يجري في قطاع غزة على يد كيان العدوّ الصهيوني هو رائم إبادة ومواثيق مُداسة يرقى إلى مستوى جرائم الإبادة الجماعية الممنهجة.. فمنذ بدء العدوان الصهيوني منذو عامين، والقطاع يتعرض لحملة تدمير شاملة تستهدف المدنيين والبنى التحتية والمؤسّسات الصحية والتعليمية..، حَيثُ إنّ حجم الدمار والخسائر البشرية غير المسبوق يكشف عن نية واضحة في تدمير مقومات الحياة وطرد السكان، في تحدٍّ صارخ لكل القيم الأخلاقية والقانونية.

إن هذا التعنّت الصهيوني لا يتوقف عند حدود الإبادة، بل يتمدد ليشمل تحدي وإجرام لكل القوانين والمواثيق الدولية.. فالكيان الصهيوني وخلفه الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا يدوس بكل غطرسة على كُـلّ المواثيق الأممية والإنسانية التي كُتبت لحماية البشرية، متحصّناً بصمت وتخاذل دولي مريب.. وكأنّ القوانين الدولية مُجَـرّد حبر على ورق لا قيمة له أمام إرادته الإجرامية الوحشية، المتعجرفة.

يعيش الفلسطينيون في قطاع غزة تحت وطأة حصار خانق أَدَّى إلى تجويع منظم وممنهج يقوم به الكيان الصهيوني وأمام كُـلّ شعوب العالم من حصار وتجويع.. ليشكل بفعله الإجرامي المتوحش كارثة إنسانية بامتيَاز.. إنهم يتعرضون لحرمان تام وشامل من أدنى مقومات الحياة الكريمة؛ انعدام في الغذاء والدواء والماء والكهرباء والوقود. لقد أصبح بقاء الإنسان في غزة أشبه بالمعجزة، في ظل تداعيات خطيرة وكارثة إنسانية كبرى تنتج عن استمرار هذا الحصار والتجويع.. الأرواح تزهق ليس بفعل القصف وحسب، بل بفعل الجوع والمرض الناتج عن الحرمان المتعمد.

وقد كشف الواقع المرير عن كذب وزيف الكيان الصهيوني بخصوص ما يُسمى نقاط توزيع المساعدات التي يُشرف عليها في غزة.. فبدلًا من أن تكون هذه النقاط مراكز لتقديم الدعم والإغاثة، تحوّلت للأسف إلى مراكز مشؤومة لذبح الفلسطينيين وقتلهم.، حَيثُ وثّقت التقارير استهداف المدنيين الذين ينتظرون بصيص أمل للحصول على قوت يومهم، ليُثبت الكيان مرة أُخرى أنّه لا يتورع عن استخدام أدنى سُبل الكذب والتضليل لتغطية جرائمه.

إن هذا الواقع المأساوي يلقي بمسؤولية تاريخية وأخلاقية على عاتق الجميع.. لم يعد مقبولاً الصمت أَو الاكتفاء بالإدانة الخجولة.. بل يجب على الشعوب العربية والإسلامية والشعوب الأُورُوبية الحرة أن تتحَرّك بشكل فعّال للضغط على حكوماتهم.. فالمطلوب الآن هو التحَرّك الجاد لـكبح العدوّ الصهيوني وإلزامه بـوقف العدوان ورفع الحصار على قطاع غزة فورًا، وفي حال استمرار هذا التعنت، يجب اتِّخاذ كُـلّ الخيارات المطلوبة واللازمة، التي تبدأ بـسحب السفارات، مُرورًا بـفرض حصار تجاري وعقوبات اقتصادية شاملة على الكيان الصهيوني، والضغط عليه بكل الوسائل الدبلوماسية والشعبيّة المتاحة لوقف هذه المجزرة ورفع الحصار والتجويع عن أهلنا في غزة.

وأخيرًا.. إيقاف أسطول الصمود هو صفعة للإنسانية كلها، وإن لم نتحَرّك الآن، فسيُسجّل التاريخ أنّنا شاركنا في ذبح الضمير الإنساني بصمتنا وتخاذلنا فـ الصمود ليس كلمة تُقال، بل فعل يُمارَس، وأول أفعال الصمود هو التحَرّك لنجدة غزة وكسر قيدها.