• العنوان:
    خطة ترامب.. استعباد جديد
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    جوهرُ الخطة الخُدعة هو تصفيةُ القضية الفلسطينية تحت غطاء دولي وبدعم "عربي"
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

    

تأتي المبادرةُ الأمريكية الأخيرةُ بشأنِ غزة، والتي يطرحُها البعضُ كفرصة للسلام، في توقيت يكشفُ حقيقتَها.

فهي لم تأتِ في سياق السعي لتحقيق العدالة، بل جاءت بعد أن وصل الإجرامُ الصهيوني إلى مستوياتٍ غير مسبوقة من الوحشية، وبعد أن أثبتت المقاومة في غزة صموداً أُسطورياً حير العالم.

إنها ليست خطةَ سلام، بل هي محاولة لتحقيق بالسياسة ما عجزت عنه آلة الحرب.

جوهرُ هذه الخطة هو تصفيةُ القضية الفلسطينية تحت غطاء دولي.

 فهي تتبنى بالكامل كُـلّ أهداف العدوّ الإسرائيلي، وعلى رأسها تجريد المقاومة من سلاحها، وتشكيل هيئة إدارية دولية تلغي أي سيادة فلسطينية حقيقية على غزة.

الهدف واضح: تحويل القطاع إلى منطقة مستباحة، خالية من أية قوة قادرة على الدفاع عن شعبها، وتثبيت السيطرة الإسرائيلية إلى الأبد.

الأمر الأكثر خطورة في هذه الخطة هو الدور المرسوم للأنظمة العربية.

 فالمخطّط الأمريكي يسعى صراحة إلى توريط هذه الأنظمة في "التجنيد الأمني" لخدمة العدوّ.

 يُطلب منها أن تتحول إلى أدَاة ضغط على المقاومة الفلسطينية لنزع سلاحها، وأن تشارك في ترتيبات تهدف إلى جعل إسرائيل هي الوكيل المهيمن في المنطقة. أي ضغوط من هذا النوع لا يمكن وصفها إلا بأنها خيانة صريحة، وخدمة مباشرة لمشروع يهدف إلى استعباد الأُمَّــة وطمس هويتها.

إن هذه المساعي تضع الشعب الفلسطيني ومقاومته أمام خيارين لا ثالث لهما: إما القبول باستمرار الإبادة والاحتلال، أَو الموافقة على استسلام مهين يصادر حقه في أرضه وكرامته.

لكن على الرغم من طول أمد العدوان، لا يزال المجاهدون في غزة يثبتون في الميدان أن المقاومة هي الخيار الوحيد لاستعادة الحقوق المسلوبة.

إن أي تحَرّك حكيم من الفصائل الفلسطينية اليوم يهدف إلى كشف هذا الخداع الأمريكي-الإسرائيلي، والتأكيد على الثوابت التي لا يمكن التفريط بها.

 فالشعب الفلسطيني شعب حر، وقراره نابع من تمسكه بحقوقه الأصيلة، وليس من إملاءات خارجية تهدف إلى تكريس احتلاله.