• العنوان:
    في ذكرى نصر الله وصفي الدين.. المشروع القرآني حيٌّ لا يموت
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    الوفاء للشهداء يعني المضي على خطاهم، والتسلّح بالوعي والإيمان، حتى يتحقّق وعد الله بالنصر
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

تمر ذكرى استشهاد السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين لتعيد إلى الواجهة سؤال الهوية والنهج والمشروع الذي حمله القادة الشهداء. لم تكن حياتهم مُجَـرّد مسار قيادي تقليدي، بل كانت مدرسة متكاملة في الثبات على المبدأ، وتجسيد المقاومة كخيار لا تراجع عنه، خُصُوصاً في مواجهة المشروع الصهيوني ـ الأمريكي الذي يستهدف الأُمَّــة بأسرها.

لقد أدرك نصر الله وصفي الدين أن الدفاع عن فلسطين وغزة ليس قضية جغرافية ولا نزاعًا سياسيًّا، بل جزء من مسؤولية إيمانية مرتبطة بالقرآن، حَيثُ يلتقي مشروعهم بالمشروع القرآني الذي تتبناه قوى المقاومة في المنطقة، وفي مقدمتها اليمن المقاوم الذي رفع شعار القرآن في مواجهة الاستكبار، وجعل من الصمود والمواجهة قاعدة لا استثناء.

إن استشهاد القادة لا يُضعف حركات المقاومة، بل يمنحها قوة متجددة؛ لأن دماء الشهداء لا تذوب في الأرض، بل تتحول إلى طاقة تحَرّك الشعوب وتؤجج وعيها. فكل شهيد يسقط هو شاهد جديد على زيف الاحتلال وعلى حقيقة المعركة: معركة بين مشروع رباني قرآني ينهض بالأمة، وبين مشروع استكباري يسعى لإخضاعها ونهبها.

من هنا، فإن ذكراهم لا تقتصر على البكاء ولا على الحزن، بل تتحول إلى منصة وعي، ورسالة للأُمَّـة أن خط الجهاد مُستمرّ، وأن القادة الأبرار وإن غابوا بأجسادهم، فإن أثرَهم باقٍ في وجدان الملايين، وفي وعي المقاومين الذين يحملون الراية بعدهم.

مسؤولية الأُمَّــة

إن هذه الذكرى تدعو الأُمَّــة العربية والإسلامية إلى تحمّل المسؤولية تجاه فلسطين وغزة، ليس بالكلام ولا بالشعارات فحسب، بل بالفعل والموقف والدعم بكل أشكاله. فالمشروع القرآني الذي آمن به القادة الشهداء لا يخص حزبًا أَو بلدًا بعينه، بل هو مشروع الأُمَّــة كلها، يضعها أمام خيارين: إما الوقوف في صف المستضعفين والمقاومين، أَو ترك الساحة للمستكبرين يعبثون بمصيرها.

إن الوفاء للشهداء يعني المضي على خطاهم، والتسلّح بالوعي والإيمان، حتى يتحقّق وعد الله بالنصر، وتعود فلسطين حرة عربية إسلامية.