هدايتك ورحمتك، يا رب، قرنتها بأعظم هدية للعالمين حين بعثت فيهم الأنبياء والمرسلين، وختمتهم بخاتم خير خلقك محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ثم أوكلت أمر الرسالة إلى أعلام الهدى من آل البيت "عليهم السلام"، وأنت القائل: «ولكل قوم هاد».

وفي هذا العصر الذي سخرت فيه نعمة الإعلام ووسائله وتقنياته المختلفة لتصل الرسالة القرآنية إلى الناس كافة، أهديت البشرية جمعاء قائداً عظيماً، أنقذ العالم من علم الكلام، والثقافات المغلوطة والعقائد الباطلة، وربطهم بك وبكتابه القرآن الكريم ، وبرسولك محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

تعلمون من هو هدية الله لنا في هذه المرحلة، بتأكيد،  أنه سيدي ومولا الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي "رضوان الله عليه" وما قدمه من مشروع قرآني عزز الثقة بالله ، وعمق معرفة الله في ملازمه، وبعد استشهاده، كان لها الفضل بعد الله في إنشاء جيل تحت راية أخوه سيدي ومولاي السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله_ ومن يسير على ذات النهج من إعلام الهدى من آل البيت علهم السلام في محور المقاومة، فكانوا الحجة الباقية على الأمة وعلى كل أهل الكتاب من اليهود والنصارى ومن يتبع العقائد الباطلة المحرفة.

 هم لنا قادة وقدوات وأسوة نقتدي بهم، يخرجون الأمة من ظلمات العقائد الباطلة والثقافات المغلوطة إلى سعة هدايتك ومكنون رسالتك في القرآن الكريم وعترة آل بيت نبيك.

بهم شرحت صدورنا للإسلام المحمدي الأصيل، فهدونا إلى صراطك المستقيم، وأثبتت الأحداث والحروب والمواجهات بين الحق والباطل أن هدايتك لمن يجاهدون أمريكا والكيان الصهيوني والمنافقين في هذا العصر هي هداية خاصة، وضحتها غزة وما قبل غزة وما سيأتي بعد غزة.

وتجلت هديتك للمستضعفين في هذا العالم في هذا القيادة العظيمة والشعب اليمني المجاهد، الذي يقف إلى جانب غزة فعلاً وقولاً، يبارز قوى الاستكبار العالمي ويقف في وجهها بكل صلابة وإيمان، فينتصر عليها، ويضرب بارجاتها وأساطيلها وحاملات طائراتها، في البحر، ويغرق سفنها، ويستهدف عمق الإجرام الصهيوني الغاصب في فلسطين المحتلة بالعمليات الصاروخية والمسيّرة، دون تردد أو خشية إلا منك.

يا الله، ما أغلاها من هدية مننت بها علينا، وفضلتنا بها على كثير من خلقك، وخصصتنا بها دون عبادك.

هديتك وهدايتك لا حد لوصفها ولا نهاية لشكرها حتى نرتقي شهداء في سبيلك، فتكمل علينا نعمك بأن تتخذنا شهداء إلى جوار أنبيائك ورسلك والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا، فنفوز بفضلك العظيم الذي منحته لخاصة أوليائك، المجاهدين.

وسبق أن دعا السيد القائد أهل الكتاب، من اليهود والنصارى، إلى "كلمة سواء"، وهي دعوة الله الأساسية في كل الرسالات السماوية، تدعوهم إلى عبادته وحده لا شريك له، وألا يتخذ بعضهم بعضاً أرباباً من دون الله، وذلك بالاحتكام إلى شريعة الله وكتابه، وما ورد في سورة آل عمران في قوله تعالى:

«قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ». صدق الله العلي العظيم.

ولنا أن نتأمل – ونحن عبادك الفقراء – كيف يؤثر في النفس البشرية مجرد هدية بسيطة محسوسة، فكيف بهدية عظيمة كهذه؛ هدية نهتدي بها إلى رضوانك، ونفوز من خلالها بالفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة! فتكافئنا فوق ذلك بالنعيم الأبدي في جنات الخلود، نعم إنها هدية لا نظير لها، ولا خير أعظم منها على الإطلاق، فلك الحمد ولك الشكر أولاً وآخراً، وظاهراً وباطناً.