• العنوان:
    نصر الله.. حكاية قائد وحّد الساحات بدمائه نصرةً للمظلومين
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    تجاوَزَ دورُه حدودَ الجغرافيا والطائفية، ليصبحَ "اللسان البليغ للمظلومين والمدافع الشجاع عنهم" في كُـلّ بقعة عربية وإسلامية.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

          

صدى ضمير أُمَّـة.. القائد الذي تجاوز بيروت

لم يكن صوت السيد حسن نصر الله مُجَـرّد صدى لأمين عام حركة في لبنان، بل كان قبل كُـلّ شيء ضمير أُمَّـة.

تجاوز دوره حدود الجغرافيا والطائفية، ليصبح "اللسان البليغ للمظلومين والمدافع الشجاع عنهم" في كُـلّ بقعة عربية وإسلامية.

منذ اللحظة التي تولى فيها قيادة المقاومة أدرك أن الصراع هو جوهر المواجهة ضدّ الاحتلال والظلم، وهي قناعة أهلته ليصبح، بحد تعبير قادة المقاومة، "الرمز الأممي" الذي تجاوز تأثيرَه بيروت إلى عواصم العالم.

 

اليمن.. موقف الكرامة الأبدي والرهان على الصمود الذاتي

برز موقفه من العدوان السعوديّ الأمريكي على اليمن كأحد أعمدة ضميره؛ إذ كان صوته الأعلى ضدّ الحرب الإجرامية التي شُنت على شعب لا يملك إلا كرامته.

وصف الشعب اليمني بأنه من "الشعوب المظلومة في أمتنا"، مؤكّـدًا أن هذا الشعب "لن يتحمّل هذا العدوان وهذا الإجرام"، وأن الانتصار القاطع والحقيقي هو مصيرهم المحتوم؛ لأنّها "سنن إلهية".

لم يكتفِ نصر الله بالدعم المعنوي، بل كان شاهدًا على قدرة الشعب اليمني على الصمود والاعتماد على الذات، مُقِرًّا علانيةً بأنّ اليمنيين لديهم القدرة على تصنيع الصواريخ محليًّا، بل وأكّـد أنهم من أطلقوا الصاروخ على الرياض، في اعتراف نابع من تقدير القائد لقوة المقاومة الذاتية.

لقد كان موقفه من اليمن رسالةً واضحة بضرورة وقوف الجامعة العربية موقفًا تاريخيًّا لوقف العدوان، محذّرًا بشدة من أنّ "الهزيمة والعار مصير الغزاة".

 

نصرة غزة ووحدة الساحات: طريق الشهادة

أما ذروة تضحياته فكانت في "حرب الاستنهاض" التي تلت طوفان الأقصى عام 2023.

لم يتردّد السيد حسن نصر الله لحظةً في فتح جبهة الجنوب اللبناني لدعم غزة، محوِّلًا الخطّ الحدودي إلى جبهةٍ "استنزاف قاسية وطويلة الأمد".

كانت هذه الجبهة تطبيقًا عمليًّا لاستراتيجيته في "كسر هيبة العدو".

وقد أثمر هذا الدعم عن نتائج استراتيجية مذهلة، أبرزها تشريد ما يقدَّر بـ200 ألف مستوطن إسرائيلي من منازلهم في المستوطنات الشمالية، ممّا أَدَّى إلى انهيار مجتمعهم وتدمير اقتصادهم.

لقد كان السيد حسن نصر الله يدرك تمامًا أن الشمال لن يعود إلى طبيعته "دون وقف إطلاق النار في غزة"، ما رسّخ مبدأ "وحدة الساحات" بالدم والتضحية.

 

الاغتيال و"تجديد التجربة"

وفي سبتمبر 2024، أُسدل الستار على مسيرته بعملية اغتيال إسرائيلية أمريكية سعوديّة وُصفت بأنها "محكمة للغاية"، حوّلت المقر المركزي لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت إلى ركام.

وبينما كان جثمانُه يُحفَظُ بعيدًا عن الأعين، كان وداعُه الأخير مشهدًا تاريخيًّا؛ مئات الآلاف يملأون ملعب كميل في بيروت لوداع الشهيد القائد.

لقد ارتقى السيد حسن نصر الله إلى "شرف الشهادة"، ليتحوّل دمه، كما أكّـد قادة المقاومة، إلى "تجديد للتجربة"، ويضمن أن المقاومة ستبقى فكرة متجذّرة في وعي الأُمَّــة.

لقد استشهد كما عاش، وفيًّا لمبدأ نصرة المظلومين، وفي طليعة المدافعين عن كرامة غزة والأُمَّة والمقدسات.