-
العنوان:حين تصبح الخيانة حرية والمقاومة عيبًا!
-
المدة:00:00:00
-
الوصف:المفارقةُ المؤلمة حينما نسمعُ من يقولُ إن من يرفض الوصايةَ الخارجية، ويصر على التمسك بقراره الوطني، يُصوَّر كعدوٍّ للسلام والتقدم، فيما تُتلى المدائح وتُنشَب المنابر وتُفتح الأذرع ويُفرش البساط الأحمر لمن يقدّم التنازلات ويستجدي دعمًا وتدخُّلًا من الخارج.
-
التصنيفات:مقالات
-
كلمات مفتاحية:
في لحظة تاريخية رغم وضوح خطوطها
ومساراتها، إلَّا أنه لا يزال فيها الحقُّ يقارِعُ بوعيه الباطلَ بجهله، يظهر لنا
أننا نعيش زمنًا غريبًا تنقلِبُ فيه المفاهيم بشكل سافر رأسًا على عقب؛ زمنٌ تُوصَف
فيه مواجهة المحتلّ والالتفاف حول قيادة مؤمنة وحكيمة ومنهج قرآني أصيل وخالص، بأنها
"نقصُ وعي" أَو "تخلُّف" أَو حتى "عبودية"، بينما
تتحوَّلُ الخيانةُ والتفريط بالأوطان والمعتقدات إلى شرف وفخر و"تحرُّر"
يُحتفَى به بفجاجة وبجاحة على أنه قِمَّةُ التقدُّم!
تشويهٌ لم يأتِ صدفةً أَو نتيجةَ انحراف
لحظيٍّ في جيلٍ بذاته، بل هو نتاجُ منظومة عالمية عملت طويلًا على إعادة صياغة وعي
الشعوب، لتغدوَ الكرامة وجهةَ نظر، والسيادة خيارًا ثانويًّا، والارتهانُ للخارج
"ضرورة سياسية" أَو "متطلبًا للتحرُّر".
وفي خضمِّ هذا العبث، يُساق الكثرةُ
إلى وَهْمِ الحرية عبر أبواب الطواغيت الكبار، متناسين حقائقَ التاريخ وسننَ
الخليقة، وأن من صنعوا القيود لا يمكن أن يمنحوا مفاتيحها.
المفارقةُ المؤلمةُ التي تدفعُنا أحيانًا
إلى أن نخرُجَ عن طورنا، حينما نرى ونسمعُ من يقولُ إن من يرفض الوصايةَ الخارجية،
ويصر على التمسك بقراره الوطني، يُصوَّر كعدو للسلام والتقدم، فيما تُتلى المدائح
وتُنشَب المنابر وتُفتح الأذرع ويُفرش البساط الأحمر لمن يقدّم التنازلات ويستجدي
دعمًا وتدخُّلًا من الخارج.
وثمة مفارقة أُخرى تكشفُ مدى انحراف
الفطرة السليمة والاختلال الحادث في انفعالاتها، حين ترى أُولئك المنبطحين أُسودًا
أمام شعوبهم وأمتهم، يمارسون كافة مفاهيم الاستعلاء والبطولة، ويرفضون كُـلّ دعوات
التصالح والتعايش، فكيف يُعقل أن تُغلق من قبلهم الحلول بشأن الداخل بحجّـة
"استحالة التفاهم"، بينما يفتحون الأبواب على مصاريعها للتدخلات الأجنبية
وكأنها طوق النجاة؟
من اليمن إلى لبنان إلى سوريا، تلك
النماذج المسيئة حاضرةٌ في المشهد، وحقيقةً لا تزال -بإسناد الخارج وجهل الكثير-
تعقد معركةَ التحرّر والخلاص.
والحاصل أنها معركة كونية طَرفية
بامتيَاز، ليست مُجَـرّد خلافٍ سياسي أَو صراعٍ مرحلي، بل هي صراع بين قيمٍ أصيلة
وفطرةٍ إنسانية تسعى للحرية الحقيقية وقيمِ الفضيلة ورسالةِ السماء المتسلسلة عبر
القرون، وبين منظومة عالمية تلتحف الرذيلة والشيطان، لتغيير المبادئ والقيم، وَإعادة
تعريف كُـلّ شيء بما يخدم مصالحها.
في هذا الزمن الفارق بخيره وشره، بأعلامه
وأتقيائه والأحرار من رجاله وبشياطينه وطواغيته وطابور الجهلة الطويل من خلفهم، يصبح
من الضروري الثباتُ في المواجهة بكل المجالات، وَإعادة البُوصلة إلى مكانها
الطبيعي: المقاومة وعي وحضارة وليست تخلفًا، والخيانة والدونية عارٌ مهما تزيّنت
بشعارات الحداثة والحرية، والتحرّر الحقيقي يبدأ من الداخل فرادى وجماعاتٍ، من وعي
الشعوب بإمْكَاناتها، لا من مكاتب السفراء ودهاليز غرف الاستخبارات.
التاريخ إلى جانبنا، ما فتئ يعلّمنا أن الأممَ التي طلبت عزتَها من أعدائها لم تجنِ سوى مزيدٍ من الذل، وأن من ظن أن الطغاة يمنحون الحرية ويخلقون حياةً آمنةً على خلاف منهجية وتوصيات الخالق، إنما يركض وراء سرابٍ في البسيطة، قبل أن يكبَّ على رأسه في لحظة الفصل وَيوم الحساب.
تغطية إخبارية | حول آخر التطورات والمستجدات في غزة ولبنان | مع أركان بدر و عصري فياض و علي حمية و نضال زهوي 09-05-1447هـ 31-10-2025م
تغطية إخبارية | حول آخر التطورات والمستجدات في غزة و لبنان و السودان | مع د. وليد محمد علي، و العميد علي أبي رعد، و العقيد أكرم كمال سيروي، و د. نزيه منصور 09-05-1447هـ 31-10-2025م
تغطية إخبارية | حول آخر التطورات والمستجدات في غزة و لبنان و السودان | مع العميد عمر معربوني و حسين مرتضى و محمد جرادات و حمزة البشتاوي و محمد عثمان و إيهاب شوقي 08-05-1447هـ 30-10-2025م
تغطية إخبارية | حول آخر التطورات والمستجدات في غزة | مع عماد أبو الحسن و عبدالإله حجر 08-05-1447هـ 30-10-2025م
الحقيقة لاغير | ما هي أسباب وأسرار العداء السعودي التاريخي لليمن وماذا عن وصية عبد العزيز لمنع استقرار اليمن واستقلاله؟ | 06-05-1447هـ 28-10-2025م
🔵 الحقيقة لاغير | قراءة في الموقف اليمني إلى جانب غزة وفلسطين على ضوء مائة عام من الصراع العربي الإسرئيلي - ( الجزء 02) | 04-05-1447هـ 26-10-2025م
لقاء خاص | مع السيد عبدالكريم نصرالله (والد شهيد الإسلام والإنسانية السيد حسن نصرالله) 06-04-1447هـ 28-09-2025م
لقاء خاص | مع عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب رامي أبوحمدان - قراءة في المشهد اللبناني وتطوراته 22-02-1447هـ 16-08-2025م