• العنوان:
    السيد نصر الله.. في الوجدان والعقل الفلسطيني
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    حين اغتيل، عمّ الحزنُ في غزةَ بشكل لا يقلُّ عن الضاحية. كثيرون كتبوا حينَها: "فقدنا قائدًا لم نرَه يومًا بيننا، لكنه كان حاضرًا في كُـلّ بيت".
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

      

في الذكرى السنوية الأولى لاغتيال السيد حسن نصر الله، تبدو المفارقةُ صارخةً: الرجلُ الذي وُلد في الضاحية الجنوبية لبيروت، وقاد حزبَ الله في سياق لبناني شديد التعقيد، رحل وهو يُشيَّع كـ"شهيد الأُمَّــة"، وخُصُوصًا كـ"شهيد غزة".

هذا اللقب لم يمنحْه إياه اللبنانيون وحدَهم، بل تردّد بقوةٍ في شوارع غزة والضفة الغربية أَيْـضًا، وفي أصوات الفلسطينيين الذين رأوا في اغتياله خسارة شخصية لهم، تمامًا كما رآها أبناء الجنوب والبقاع.

مفارقةٌ ليست عاطفية بحتة، بل تعبّر عن حقيقة سياسية وتاريخية عميقة.

لقد مثّل السيدُ نصرُ الله الجسرَ الأهمَّ بين لبنان وغزة، بين الجنوب والقطاع، بين المقاومة بوصفها مشروعًا محليًّا وبينها كمعادلة أممية.

ومن هُنا فَــإنَّ اغتيالَه لم يكن استهدافًا لحزبٍ لبناني فحسب، بل محاولةٌ "إسرائيلية أمريكية" لتفكيك الرابط الأخطر الذي وحّد المظلومين من بيروت إلى غزة.

 

غزة كمرآة للبنان: وَحدة الدم والمصير

منذ دخوله ساحةَ القيادة بعد اغتيال السيد عباس الموسوي عام 1992، حمل نصر الله فلسطين في صُلب خطابه.

لم تكن بالنسبة له قضية بعيدة، بل هي الامتحان الذي يمنح المقاومة شرعيتها الأخلاقية والسياسية.

وفي حرب تموز 2006، حين أطلق مقولته الشهيرة أن "ما بعد حيفا وما بعد ما بعد حيفا" مفتوح، لم يكن يخاطب الداخل اللبناني فقط، بل كان يرسل رسالة إلى غزة المحاصَرة قائلًا: إنكم لستم وحدكم.

 

شهيد غزة كما هو شهيد لبنان

الرؤية الفلسطينية لاستشهاده تحملُ بُعدًا خاصًّا.

فبالنسبة لكثير من الغزيين، نصر الله لم يكن مُجَـرّد داعم سياسي أَو ممول عسكري، بل كان "صوتَهم" في الساحة العربية.

خُطَبُه التي تابعها الملايينُ في القطاع كانت تُبَثُّ عبر مكبرات الصوت في المخيمات، وكانت كلماتُه "الضاحية تحمي غزة" أشبهَ بعهد متجدد.

لذلك، حين اغتيل، عمّ الحزنُ في غزةَ بشكل لا يقلُّ عن الضاحية.

كثيرون كتبوا حينها: "فقدنا قائدًا لم نرَه يومًا بيننا، لكنه كان حاضرًا في كُـلّ بيت".