• العنوان:
    من قلب العروبة النابض إلى بوابة الارتهان.. سوريا بين الأمس واليوم
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    لم تكن سوريا عبر تاريخها مُجَـرّد دولة في الخريطة، بل كانت قلب الأُمَّــة العربية النابض، وساحةً امتزج فيها الدمُ العربي بالدفاع عن قضايا العروبة والإسلام.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

فمنذ أواخر القرن التاسع عشر، انخرط السوريون في حركاتِ النهضة والإصلاح، ثم فجّروا الثوراتِ ضد الاستعمار الفرنسي، مؤكّـدين أن حريتَهم الوطنيةَ جزءٌ من معركة الأُمَّــة ضد الاستعمار والتجزئة.

ومع قيام الكيان الصهيوني عام 1948، كانت سوريا أولَ من هَــبَّ دفاعًا عن فلسطين، وخاض جيشُها الحروبَ الكبرى في 1948 و1967 و1973، مقدِّمًا تضحياتٍ جسيمةً ليبقى الجولان وجبل الشيخ رمزًا للكرامة المفقودة التي تنتظر لحظة التحرير.

ولم يقتصر الدورُ السوري على فلسطين، بل امتدَّ ليشمَلَ الجزائر ومصر ولبنان، ليصير اسمُها مرادِفًا للمقاومة والالتزام القومي.

لكن المشهد اليوم يبدو على النقيض تمامًا. فمع حكم أحمد الشرع، تدخُلُ سوريا مرحلةً وُصفت بأنها زمنُ التفريط والارتهان.

التنازل عن الجولان وجبل الشيخ للعدو الصهيوني لا يعني فقط خسارة أرض، بل يعني ضربًا في عمق هُوية سوريا التاريخية.

والأسوأ أن النظام الحالي يحاول ـ كما يبدو ـ جرّ البلاد إلى أحضان الغرب و(إسرائيل)، ليحوّل سوريا من دولة مواجهةٍ إلى ورقة مساومة في يد القوى الكبرى.

هكذا نجد أنفسَنا أمامَ مفارقةٍ حادَّة: شعبٌ صنع أمجادًا في الماضي بتضحياته، ونظامٌ في الحاضر يبدد تلك الأمجاد بتنازلاته.

وَإذَا كان الماضي يختصر صورة سوريا كقلب العروبة النابض، فَــإنَّ الحاضِرَ يهدّد بتحويلها إلى ساحة للارتهان، تُسلَبُ منها هُويتها ومكانتها ودورها التاريخي.

ويبقى السؤال: هل يقبَلُ الشعب السوري أن تُدفَنَ تضحياتُه تحت ركام الصفقات السياسية، أم أنه سينهضُ مرةً أُخرى ليثبتَ أن الشعوبَ لا تموتُ وأن الإرثَ النضاليَّ أقوى من كُـلّ أشكال التفريط؟