• العنوان:
    الدم لا يُمحى: غزة وصنعاء.. وقائع متشابهة واستهداف متعمَّد للمدنيين
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    من يغضّون الطرفَ عن قتل الأطفال والنساء في غزة شركاءُ في الدم المسفوك، وحماية المصالح لا تبرّر جريمة الصمت؛ فالإنسان والإسلام أولًا، ثم تأتي المصالح لو كان للحكومات ضمير حي.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

      

في خضمّ آثار الدمار والدماء، لا يجوز للعالم أن يتعامل مع ما يجري في غزة كحادث عسكري عابر أَو خطأ تكتيكي.

فالمشهد ذاتُه يتكرّرُ في صنعاء، وفي بيروت، وفي سوريا، وفي دول عربية أُخرى: استهداف صهيوني متعمّد للمدنيين في منازلهم، في محلاتهم، في أسواقهم.

إنه سلوك منظّم يطيح بأبسط قواعد الحماية الإنسانية، ويفتح سجلًا أسود من جرائم الاستباحة الصهيونية التي تستوجب وقفة ضمير وموقفًا موحدًا لمحاسبة المجرم، لا الاكتفاء بإدانة جرائمه.

دماء الشهداء ليست مُجَـرّد أسماء تُسجّل في دفاتر النسيان؛ بل هي نبض حيّ في صدر شعبٍ لا يهدأ ولا يسامح، وذاكرة تنتقل من جيلٍ إلى جيل.

اليمني -كما سائر شعوب المنطقة المتألمة- لا يرضى بالظلم ولا بالاستباحة، ولا يقبل أن تُمحى حقوقه بصمت العالم أَو بتواطؤ القوى الكبرى.

جرائم الكيان الصهيوني وداعميه بحق المدنيين في الوطن العربي والإسلامي موثَّقة، وأمام هذه الوقائع، يقع على عاتق ذوي الضمائر الحية واجب كشف الحقيقة وفضح السياسات التي تروّج لحقوق القتلة على حساب أصحاب الأرض والقضية.

فمن يغضّون الطرفَ عن قتل الأطفال والنساء في غزة شركاء في الدم المسفوك.

وحماية المصالح لا تبرّر جريمة الصمت؛ فالإنسان والإسلام أولًا، ثم تأتي المصالح لو كان للحكومات ضمير حي.

كما أن حمايةَ حق الضحايا في الذاكرة العامة مهمة لا تقلّ عن حماية أرواح الناجين.

توثيق الجرائم، جمع الشهادات، نشرها بكل اللغات وفي قوالبَ مختلفة عبر منابر الإعلام مهمة كبرى تحفظ الصور والأسماء والأرض والحقيقة في سجل التاريخ.

فالإرادَة والوعي البشري -رغم كُـلّ ما حلَّ- أقوى من الدمار، والذاكرة أبقى من الركام.

ومع توالي الأجيال، لا بد أن تُبنى للإسلام دولة يعزّ بها الله الدين ويعيد للمظلومين حقوقهم في محاكم عادلة.

على الجماهير العربية الحرة أن ترفع أصواتها، وأن تبذل أموالها وجهودها؛ مِن أجلِ تحرير فلسطين، ومحاسبة قوى الاحتلال وداعميها على الجرائم الفظيعة بحق أصحاب الأرض والقضية.

وفي الختام، ندعو الشعوب إلى إعداد نفسها لموقف يخالف مواقف حكوماتها، لا سِـيَّـما في الدول التي صرّح حكامها بالتطبيع مع العدوّ الصهيوني.

البداية تكون بدعم كُـلّ موقف مقاوم لمواجهة شذاذ الآفاق ومجرمي العصر في تل أبيب.

فهذا هو الحل الوحيد لمنع تكرار المآسي في فلسطين والمنطقة، مع رفض كُـلّ "أنصاف الحلول" التي لا تزيد العدوّ إلا طمعًا.