• العنوان:
    الشهيد القائد.. ميثاقُ الكرامة المتجذرة
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    في يوم ذكرى استشهاد شهيد الأُمَّــة السيد حسن نصر الله، تهمس النجومُ بالأسرار، وترثي حزنًا عليه ليس كإنسان رحل، بل كفكرةٍ تعانق السماءَ الأبدية، لتتجلّى كإرادَة حرةٍ تصنع وجودَه كمقاومةٍ عظيمة.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

إن التضحيةَ الشخصيةَ للشهيد القائدِ تعتبر بصمةً من دمٍ، للقيادةِ المُلهمةِ والعهدِ المُستمرّ لميثاقِ الدم، والأثرِ الدائمِ للكرامةِ المتجذرة، والخلودِ بعد الرحيل، والغيابِ الحاضرِ لشهيدِ القائدِ في ذاكرةِ الأُمَّــة ووعيها المقاوم.

كما إنها سيرةٌ تُضيءُ الدربَ، وتحليلٌ لظاهرةِ الخلودِ الفكريِّ للقادةِ الذين اختاروا الشهادة.

إنما هي نبضُ الإرثِ من فردٍ تجسّد في الواقع إلى مشروعٍ تجسّدَتْ فيه الفكرةُ بعد الرحيل، والتركيزُ على تضحيةِ القيادةِ الربانيةِ كقيمةٍ لثمنِ الريادةِ الذي دفع دمَه، فكتب به ميثاقَ النصرِ والوصيةَ الباقيةَ في تحويلِ تضحيتِه إلى عقيدةِ شعبٍ، حتى أصبح استشهاده أعلى درجاتِ القيادةِ والتمكين.

لقد جسّد هويةَ المقاومةِ في زمنِ التنازلات، حتى أصبح محرابَ العهدِ للعلاقةِ بين دمِ القائدِ وقداسةِ الأرض، وحتى إعادة مفهومِ تعريفِ معاني الكرامةِ الوطنية.

حيثُ إنه لم يكن قائدًا فقط، بل فيلسوفَ الميدانِ يُعلّمنا أن الحياةَ صراعٌ للمعنى، والاستشهاد تعالٍ على الموت، حتى أصبح سيدَ المقاومةِ، والنارَ التي لا تخبو، والروحَ التي تُلهِمُ الأجيال في موتِه وحياةِ ذاكرتِه الخالدة.

نحن نُعزي أنفسنا أولًا، والمؤمنينَ والأحرار في العالمِ العربيِّ والإسلاميِّ ثانيًّا، بذكرى الشهيدِ الكبيرِ، زعيمِ المقاومةِ الإسلاميةِ، السيدِ حسن نصر الله، الذي ختم اللهُ حياته بالشهادةِ على أيدي طغاةِ أمريكا وكيانِها الغاصب.

حيثُ إنّه أَدَّى شهيدُنا العظيمُ دورَه الرساليَّ والمقاومَ في أصعب الظروف، وهو فخرُنا وحجّـة على الجميعِ في الصبرِ ومقاومةِ العدوّ.

لقد خطّ بدمِه طريقَ الصمودِ والمقاومة، وترك للأُمَّـة إرثًا من العزمِ والإيمان، وذكرى لا تموت.

كان الصوتَ الذي يصدحُ بالحق، واليدَ التي تحمي المظلوم، والفكرَ الذي لا يلينُ أمامَ الطُّغاة.

فكان آخر كلماتِه وداعًا: «انتصار الدمِ على السيف».

لقد كان ثروةً عظيمةً للعالمِ الإسلامي، لا للتشيّعِ فحسب، ولا للبنانَ فقط، بل للعالمِ الإسلاميِّ أجمع.

ولم نكن نستوعب غيابَه عنا.

لقد كان ولا يزال قائدَنا ومُلهِمَ انتصاراتِنا.

لقد رحلَ روحًا، وبقي تاريخًا مشرفًا للأُمَّـة.