• العنوان:
    ذكرى استشهاد القادة: العهد باقٍ ورسالة للعالم
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    تمر علينا الذكرى الأولى لاستشهاد القائدين العظيمين، السيد الشهيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين، اللذين جسّدا صمود لبنان وفلسطين واليمن في وجه العدوان العربي والإرهاب الصهيوني، العهد باقٍ، ورسالة الشهيدين إلى العالم واضحة: المقاومة مستمرة، والكرامة لا تُساوم، وسيبقى طريق التحرير مفتوحًا مهما تكاثرت التحديات.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

 لقد كان السيدان الشهيدان حراس لبنان وفلسطين، وسندًا لكل مظلوم، وقادة لا يُسكَت صوتهم أمام العدوان. السيد نصر الله، بصموده وإرادته الصلبة، حمى لبنان من أن يصبح تابعًا للاحتلال، وحمى شعبه من الضياع والخضوع، فيما جسّد السيد هاشم صفي الدين الأصالة والوفاء للمقاومة، ورفع راية العزة والشرف، مؤكدًا أن فلسطين تبقى القضية المركزية لكل الأحرار. المقاومة معهما لم تكن مجرد شعار، بل خيار عقائدي وممارسة يومية على الأرض، صامدة أمام كل محاولات تهميش القضية الفلسطينية أو تهديد لبنان واليمن.

لم تقتصر مواقف الشهيدين على لبنان وفلسطين فقط، بل كان لهما موقف واضح وصريح من العدوان العربي على اليمن، لقد أكدا أن العدوان ليس مجرد حرب على أرض اليمن، بل جزء من مشروع أكبر للهيمنة الإقليمية، وتهديد محور المقاومة بأكمله. موقفهما هذا جسّد وحدة المواقف المقاومية، ورفع صوت لبنان وفلسطين إلى جانب اليمن في مواجهة العدوان العربي والإرهاب الصهيوني. فقد أكد الشهيدان أن السيادة الوطنية والكرامة الإنسانية ليست للتفاوض، وأن العدوان على اليمن لا يمر دون حساب، تمامًا كما لم يتركوا أي مجال للعدوان الصهيوني على لبنان وفلسطين.

واليمن اليوم يثبت أنه شريك أصيل في هذا المسار المقاوم. من الأراضي اليمنية، حيث الإباء والعزة مستمرة، يرفع السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي صوته ليؤكد أن اليمن كان دائمًا في الصف الأمامي مع المقاومة في لبنان وفلسطين، وأن الشعب اليمني لن يتخلى عن واجبه في دعم القضية الفلسطينية ورفض العدوان على بلده. اليمن لا يقدم تعازي فقط، بل يقدم صورة حية عن الصمود والثبات، وعن موقف ثابت لا يلين أمام العدوان العربي والإرهاب الصهيوني.

اليمن، الذي خاض أشد الحروب وأكثرها قسوة، ظل داعمًا لفلسطين ولبنان، يقدم الدعم العسكري والمعنوي والمادي، ويثبت للعالم أن العدوان العربي على اليمن سيبوء بالفشل كما فشل كل المعتدون على محور المقاومة. الشعب اليمني، بقيادته الحكيمة، يقف اليوم على خط المواجهة مع كل مظلوم، ويؤكد أن أي عدوان لن يضعف عزيمته أو يثنيه عن دعم فلسطين ولبنان في مواجهة الظلم والاحتلال.

رحيل السيدين الشهيدين جسدًا لا يعني النهاية، بل بداية جديدة لمشروع المقاومة الشاملة، التي تربط لبنان وفلسطين واليمن بمسار واحد من الثبات والصمود. إرثهما سيظل خالدًا في وجدان كل الأحرار، وأثرهما محفورًا في قلوب كل من يناضل من أجل الحرية والكرامة، وسنبقى على العهد، نكمل مسيرة الشهداء والقادة، حتى تحرير فلسطين ورفع راية النصر في القدس.

لقد أثبت السيدان الشهيدان أن الرجال العظماء لا يقاسون بالمال أو بالمناصب، بل بالقدرة على حماية الأرض والشعب، وصون المبادئ، ومواجهة المعتدين بكل شجاعة وثبات. لقد تركا خلفهما دروسًا في التضحية والإصرار، وعلموا العالم أن المقاومة ليست خيارًا تكتيكيًا، بل عقيدة، وأن الوحدة بين الشعوب والأرض والمبادئ هي طريق الانتصار الحقيقي.

في هذه الذكرى الأولى، نرى لبنان واليمن وفلسطين في مسار ثابت ومستمر، يحمل راية المقاومة، ويرفع صوت العزة والكرامة، ويواجه العدوان العربي والأمريكي والإرهاب الصهيوني بكل حزم. دماء الشهداء هي وقود الطريق، وصمود الشعوب هو الضمانة الأهم لاستمرار هذا المشروع. الذكرى الأولى للشهيدين ليست لحظة حزن فقط، بل تذكير بأن الطريق مستمر، وأن العهد باقٍ، وأن دماء الشهداء هي رسالة لكل الأحرار بأن المقاومة مستمرة مهما تكاثرت المؤامرات.

إلى القدس نمضي، وبدماء شهدائنا نحفر الطريق، ولن يثنينا العدوان العربي أو الصهيوني عن المضي قدمًا. المقاومة مستمرة، والعزم يكبر، والوفاء للشهداء ثابت، حتى تحرير فلسطين ورفع راية النصر على كل ظالم. الذكرى الأولى للشهيدين نصر الله وصفي الدين هي رسالة للعالم: محور المقاومة حي، صامد، ولن يضعف، وإرادة الشعوب الحرة لا تُقهر.