في الذكرى الأولى لاستشهاد سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه

 

هذا الفؤادُ قَليلُ النَبضِ مُـنصَدِعُ

وهذهِ العين منها الدَمعُ  مُـندَفـعُ

 

ومِن تَـضَرُمِ نار الحُزن لي كَبدٌ

ضٌرِي أَقـلُ بهِ لو كانَ يٌقـتَـطَـعُ

 

كيفَ الخلوص وهل يقوى على كَمدٍ

مُحَرقٍ غَيرَ مَن  بالصبرِ يـنتـفـعُ

 

إِنَّ المُـصَـابَ  ب(نَصرِ اللَّه) عَرفَنِي

رزيــةً  لأساهـا الصدرُ لا يـَسَعُ

 

فإِنْ أكُنْ للرزايا الصَبرَ مُدخراً

فــإِنَّ ذي عِندَها صَبرُ الفتى جَـزَعُ

 

وإِنَّ مِنها  كُروبُ وِلدُها سَـقَـمٌ

وليسَ ظَنِي بــحالٍ أنَّــهـا تـَدَعُ

 

تـَجَدُدُ الصُبح تَجدِيدٌ لمـأتمِـنا

وسَكنَةُ الليلِ ينفي سَكنَها الوجَـعُ

 

كُـنَّا عنِ النَّاسِ نُخفِي حُزنَنَا جَلداً

وبـَـعـدُ كُـلٌ عليهِ بَاتَ يَـطَّـلـِِعُ

 

قد يَرفعُ اللَّهُ عَـنَّــا بَعضَ نَازِلةٍ

وبـَعضها قَدَرٌ ما الدهرَ ترتَــفِعُ

 

يا سيد الأمة الكبرى و قائدها

ومَن لديهِ صِفات الرسل تجتمـع

 

ويا شَهيداً كـما (الكرار) منزلهُ

اللَّهُ لو يَعلمُ الأعداءُ مـا صَنعوا

 

مـا ثأرنا فيكَ أو تُشفَى أَغِلَـتُنَا

إلا بمحو يهودٍ جُـرمـهم بـَـشِـعُ

 

ففي صدور الحزانى غضبةُ وأَسًى

وعندهم مِن منونٍ للعدى جُرَعُ

 

يا سيدًا للورى مِن حَولهِ سَفَلٌ

وعنــدَهُ ولهُ الأمجادُ والــرِفَعُ

 

وفـارسًــا لم يكن إِلا بِصارِمِهِ

ثــأرُ الـعروبةِ والإسلامِ يُنـتَـزَع

 

لِـعندِكَ الدهرُ يأَتي إِذ تُشيرُ لـهُ

وإِن نطقت فكل الكون يستمعُ

 

فَـرَقـتَ عَصرَ هَوانٍ عِزةً ونَدًى

فــقـال كلُ مَهينٍ  أَنتَ مُــبتدِعُ

 

وأَبغـَـضـوكَ وإِنِي لا ألـومُــهـمٌ

فالحرُ يسرفُ في شنئانهِ الخِـنَعُ

 

لقد صدقت حديثًا حينَ قلت لهم

إِنَّ المذلةَ في ديني  هيَّ البِدَعُ

 

لِلهِ أَنتَ و (حِــزبُ اللهِ) كُلـِـهِمُ

مِن قادةٍ وجنودٍ للهدى اتَبَـعُـوا

 

أُسدُ المـعاركِ رِبِِــيٌونَ ليسَ بِهم

يومَ الــكـريهة هَيَّابٌ و لا وَرِعُ

 

قومٌّ إذا اعتنقت  أسيافُهم جَسدا

على الـفوأد  كمثل النَّار تـطَّـلعُ

 

تــَـمّوزُهُم لـم تزل للنصرِ مُـلهِمةً

إذا تـــذكَـرها أعــداءُهم فَـزِعوا

 

نفسي فداءُك  نَصرَ الله مِن علمٍ

وضَـيغَمٍ زَأَرُهُ للـكفـرِ يــقـتلـعُ

 

نفسي فداءُك تفديك النفوس معي

تبقى فـنسعُد لو أجـسَادنا قِـطَعُ

 

نفسي فداءُك لولا كان في يمنٍ

بـدرٌ لقد كنتُ جُرحًا ما لهُ رِقَّــعُ

 

نفسي فداءُك كم حاميت مجتهدًا

عن أمةٍ سهمها في الظهر مُنزَرِعُ

 

خَلَت بُـعيدَكَ أو قُل قَلَ ناصِرُها

وبانَ كم بك كانت قَبلُ تَــمتنعُ

 

لا رِيَ للغاصبِِ المحتلِ مِن دمها

ولا لنِهمَتِهِ مِن لـحمهــا شِبَـــعُ

 

وكيفَ بعدك لا تخلو و إِنَّك مَّن

لِـلهَمِ مُحتملٌ  بالحرب مُظطَّـلِـعُ

 

شَتَّى بلادٍ لنا إِن كنت تنظرها

ترى فراعـنــةً تجري  لهم شِرَعُ

 

نـَـادى اليتامى و نادت كل مثكلةٍ

يا صادقَ العهدِ هل للعهدِ مُرتَّجَعُ

 

خُمْـصٌ يكاد بما يلقون من حِمَـمً

سقفُ السما وأَديمُ الأرضِ ينخلعُ

 

خُـمْصٌ يحاصرهم أَهلٌ و يذبحهم

باغِينَ كنتَ لهم بالسيف  تَفتَرِعُ

 

قالوا بصوتهم الصادي وكربـتهم

مَن ذا لـظالمنا مِن بعدكم يَـزَعُ

 

وقالت القدس يا مَن كنت لي نَفَسًا

تـفنى الحياة إذِ الأنفاسُ تـَنقـطعُ

 

يا نَصرُ  مَن لِيَ بَعد الله دونـكمُ

إِنَّ الـبقيةَ حــولي كـُـلُـهم بِيَــعُ

 

عليهِمُ لــعنةُ الجبار مِن عربٍ

هم سيفُ قاتِلِهم والزادُ والخُدَع 

 

ليتَ الحِمَامَ بحقٍ كان أَقصَدَهُم

وحَادَ عَن مَن بهِ اُحمى و أَدَّرِعُ

 

فيا سعادةَ أرضٍ بالشهيد حَوت

فتًى كأطوادِها لا مِثلَ مَن خَضَعوا

 

فتًى بـطولاتهُ لــلـعز قد ولدت

وقائماً بالجهاد المَجدَ يَصطنعُ

 

فتًى وفَـى وبهِ الأقوامُ غادِرةٌ

فحِلمُـهُ غالبٌ والبَأسُ و الوَرَعُ

 

صـلاةُ ربك تترى طول أزمنةٍ

عليك يابن كرامٍ بالهدى سَطعوا

 

ما يـُورِثون بَـنيهِم مُنذُ أولِـهِم

سِوى سَجايا عُلُوٍ فِيك تـَجتمعُ

 

شُغلي بِمثلك من كل الرجال وما

شأني بـمَن أنفهُ والعِز مُجتَدَعُ

 

يا ذا الفَعَالِ التي أمثالَ صاحبها

سمت مكانُتها عَنْ كل ما يَضعُ

 

إِنَّ الشَهادةَ للفوزُ الكبيرُ و قد

كانت مُنًى لَكَ  في إِدراكِها طَمَـعُ

 

بُـلِــغتَها و لقيتَ الله  مُنشرحاً 

وفي أعاديهِ مِنك الخَوفُ والفَزعُ

 

بُـلغـتَها يا إمامي.  و هي خاتمةُ

تُرجى لمثل (أبي هادي) بها ولَـعُ

 

ذي آهةٌ نظمت شعراً فصفحك لي

لم يحتمل كبتَها صدري ولا الضِلَـعُ

 

ذي كُـربةٌ دونـها يا سيدي كُربٌ

عـمَا قريبٍ أرى بالــفتحِ تـنقـشِعُ