• العنوان:
    صنعاء تصنع المعادلات.. والرياض تعضّ الأنامل
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    تبدو الرياض اليوم في حالةٍ من الارتباك السياسي والاستراتيجي؛ إذ يظهر بوضوح أنها تعضّ الأنامل من الغيظ تجاه التحولات الجارية في صنعاء.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

فخلال السنوات الأخيرة أثبتت القيادة اليمنية في صنعاء قدرتها على بناء دولة مستقلة بعيدًا عن وصاية الرياض وأجنداتها، ورغم شدة الضغوط والحصار المفروض، برزت مؤشرات على نجاح مسار وطني جديد يفتح أفقًا مختلفًا لليمنيين.

لقد تجاوزت القيادة في صنعاء مرحلة استعادة الكرامة والسيادة والحرية، لتنتقل إلى مستوى بناء قدرات عسكرية رادعة مكّنتها من مواجهة أي تهديد خارجي يستهدف مواطنيها أَو أراضيها.

وهذا التطور لا يثير قلق الرياض فحسب، بل يضعها أمام معادلة جديدة تقوّض السردية التي روّجت لها واشنطن والرياض لعقود، والتي تقوم على أن الأمن والاستقرار والرخاء في المنطقة لا يتحقّق إلا تحت الهيمنة الأمريكية والتبعية لسياساتها.

إن ما يقلق الرياض أكثر هو أن صنعاء لم تعد مُجَـرّد طرف محلي منشغل بمِلفاته الداخلية، بل تحوّلت إلى لاعب إقليمي يمتلك حضورًا سياسيًّا وعسكريًّا واضحًا، ويستطيع أن يفرض نفسه على الساحة الدولية من موقع الندّية.

وقد يتيح لها هذا الحضور أن تفتح قنوات تعاون اقتصادي وسياسي مع قوى دولية كبرى، دون أن تخضع هذه القوى لإملاءات أَو إغراءات الرياض، وهو ما يشكل تراجعًا واضحًا في النفوذ السعوديّ التقليدي.

ومن هذا المنطلق يمكن فهم إصرار الرياض على التمسك بأوراقها القديمة، وفي مقدمتها بعض القوى التقليدية المتمثلة في المرتزِقة، والتي تحاول من خلالها الإبقاء على هامشٍ للتأثير في القرار السياسي في صنعاء أَو إعادته -ولو جزئيًّا- إلى دائرة نفوذها.

إلا أن الواقع الجديد يشير بوضوح إلى أن القيادة في صنعاء باتت تعتمد بشكل كامل على حاضنتها الشعبيّة، التي تمثل القاعدة الصلبة لكل توجّـهاتها وخططها السياسية، واضعةً في صدارة أولوياتها الحفاظ على حرية اليمنيين وكرامتهم وسيادتهم الوطنية.