• العنوان:
    القائد الشهيد.. صدى الكرامة في زمن الغياب
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    رحل بجسده، لكن إرثه الروحي والعقائدي باقٍ، يشعل جذوةَ المقاومة ويزيدُها إصرارًا.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

      

تتكسّر الكلمات حزنًا وهي ترسمُ صورة السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، الذي ارتقى شهيدًا في غارات غادرة، ليترك خلفه فراغًا هائلًا لا تملؤه إلا عظمة سيرته.

لم يكن رحيله مُجَـرّد خسارة سياسية، بل هو غياب لقائد استثنائي، حوّل المقاومة من فكرة إلى واقع، ومن شعار إلى قوة ردع.

الهيبة والبساطة.. ملامح القائد

ما أضفى على الشهيد نصر الله هذه الهالة هو جمعه بين هيبة القائد الذي يواجه أقوى الجيوش وبساطة العالم الديني المتواضع.

كان صوته -رغم ندرة ظهوره- البوصلة التي تهدي في أحلك الظروف، والوعد الصادق الذي لا يتخلّف.

شخصيته المتزنة وقدرته الفائقة على قراءة المشهد الإقليمي جعلت منه رمزًا تتجاوز شعبيته حدود لبنان إلى كُـلّ من يتوق للكرامة والحرية في العالم العربي والإسلامي.

إرث البطولات والدم

لقد ارتبط اسم السيد نصر الله بـ "نصر عام 2000" الذي أنهى احتلالَ الجنوب اللبناني، وبـ "صمود وتموز 2006" الذي حطّم نظريةَ الجيش الذي لا يُقهَر.

إن هذه البطولات لم تكن لتترسَّخَ في ذاكرة الأُمَّــة بغير دم؛ فقدّم نجلَه هادي شهيدًا عام 1997، ليؤكّـدَ أن التضحيةَ ليست خطابًا بل نهج حياة.

الشهادة.. ختام يليق بالقائد

إن طريقةَ استشهاده تليقُ بقائد أمضى عُمُرَه على خط النار، ليختمَ مسيرتَه بأعلى درجات التضحية.

لقد رحل بجسده، لكن إرثه الروحي والعقائدي باقٍ، يشعل جذوةَ المقاومة ويزيدها إصرارًا.

سيبقى صوته الحازم يتردّد صداه في كُـلّ معركة، دليلًا على أن الخيارَ الوحيد للحرية هو المقاومة.

ففي هذه الأيّام الحزينة، لا يسعنا إلا أن نستذكرَ عبارتَه الخالدة: "الذي يملك قرارَ المقاومة هو الذي يصنع مستقبلَه".

فلترقد روحُ السيد حسن نصر الله بسلام، وليبقَ اسمُه منارةً تضيء دروب الأحرار، ويقينه قوة تُشد من أزر كُـلّ من يؤمن بأن الحق غالب لا محالة.