• العنوان:
    الشهيدُ الأقدس.. دُرّة لبنانَ ومحور الأُمّة
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    مرَّ عامٌ على استشهادِ سماحةِ السيّد حسن نصر الله، الشهيدِ الأقدس، وما زال حضورُه يتدفّق في وجدانِ الأُمّة كنبضٍ لا يخبو.. إنّه من النادر أن يخلِّد التاريخُ شخصيّةً كما خُلِّد هذا القائدُ الرَّبّاني، الذي تحوّل من زعيمٍ لبنانيٍّ إلى رمزٍ عالمي، ومن قائدِ مقاومةٍ إلى أيقونةٍ تتجاوزُ الحدود.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

هذا الخلودُ الاستثنائي لم يأتِ من فراغ، بل هو نتاجُ مسيرةٍ إيمانيّةٍ جهاديّة حفرت في ضميرِ الأُمّة معنى التضحية، وأعادت تعريفَ مفهوم القيادة في زمن الانكسارات.

 لم يكن وصفُ السيّد علي الخامنئي للسيّد حسن نصر الله بـ«الشخصيّة الاستثنائيّة والمحبوبة» مجاملةً، بل تشخيصًا دقيقًا لحقيقةٍ ناصعة، و لقد جمع مزيجًا من الصلابة والرحمة، ومن الحزم السياسيّ والصدق الروحيّ، فحاز احترام الأصدقاء والخصوم على السواء.

وفي البعدُ الدينيّ والروحيّ يستمدّ السيّدُ نصر الله مكانتَه من عمقِ ارتباطِه بالله ورسوله وأهل بيته، فكان خطابُه مشبعًا بالروح القرآنيّة، مؤطَّرًا بالبُعد الإيماني، مذكّرًا الناسَ بأنّ المقاومة ليست خيارًا سياسيًّا فحسب، بل تكليفٌ شرعيٌّ وواجبٌ دينيّ.

ولا يمكن قراءةُ سيرةِ السيّد دون ربطها بمحور المقاومة، فقد كان حجرَ الزاوية في بناءِ هذا المحور الممتدّ من طهران إلى بغداد، ومن صنعاءَ إلى فلسطين.

ومن أبرز ملامحِ شخصيّته أنّه فرض معادلةً جديدةً في الصراع مع العدوّ الصهيوني، فصار يقرّ بأنّ حزبَ الله بقيادته التهديدُ الوجودي الأخطر، وحين قال: «سنردّ»، كانوا يعلمون أنّ الردَّ قادمٌ لا محالة.

لقد تحوّل الشهيد الأسمى إلى رمزٍ خالد، لا تُرفع صورُه كتذكارٍ فقط، بل كعهدٍ دائم، فإحياءُ ذكراه تجديدٌ للبيعة على مواصلة الطريق.

عامٌ مضى على رحيل السيّد الشهيد، لكن حضورَه لم يغب، وعهدَه لم يُنسَ. إنّه درّةُ لبنانَ ومحورُ الأُمّة، وأيقونةٌ استثنائيّة رفعت راية المقاومة لتظلَّ خفّاقةً رغمَ التضحيات.

* كاتب عراقي