-
العنوان:رفع المصاحف على الرماح ورفع الأعلام الوطنية.. ماضٍ يتجدّد وواقعٌ يأبى الهزيمة!
-
المدة:00:00:00
-
الوصف:ها هي المسرحية اليوم تُعيد نفسها، لكن بلونٍ آخر: باسم "الوطنية"، و"حب الوطن"، و"التغني بالديمقراطية"، ورفع الشعارات الرنانة والصاخبة.
-
التصنيفات:مقالات
-
كلمات مفتاحية:
صانعو سيناريوهاتٍ يلعبون دور البطل،
ويخرجونه كمسلسلٍ دراميٍّ بطوليّ، نتيجة نقصٍ يعانونه في الإيمان وزكاء النفوس، واضطراب
في السلوك والقيم والمبادئ، واختلال في المواقف والتوجّـهات، وانحدارٍ في التضحية
والفداء، وكثرةٍ في الكذب والزيف والدجل!
ما بين الأمس واليوم.. وما أشبه
البارحة باليوم!
ففي جهاد وقِتال
"القاسطين" في معركة صفين، كان الإمام عليٌّ - عليه السلام - يمثل جانب
الحق، والامتداد الطبيعي لرسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بينما كان معاوية
يمثل الرجعية الجاهلية التي لبست مسوح الإسلام لتغطية جرائمها.
وقد سبق تفاصيل المعركة خروجُ الفئة
الباغية، بعد أن أرسل إليهم الإمامُ عليٌّ - عليه السلام - السفراءَ والكتبَ
يدعوهم إلى الطاعة والدخول فيما دخل فيه المسلمون، فلم يستجيبوا، وأظهروا الشدة
والصلافة، واختاروا القتال.
وحين بدأت المعركة والمواجهة، وبعد
سلسلةٍ من الأحداث، وحين كان النصرُ حليفَ المؤمنين، جاءت الخديعةُ الكبرى: فتنة
"رفع المصاحف على الرماح".
رفعت الفئة الباغية المصاحفَ على
الرماح وقالت: «هذا حُكمٌ بيننا وبينكم» - وهي كلمةُ حقٍّ يُراد بها باطل - فانخدع
بها كثيرٌ من قاصري الوعي!
وكأنهم لم يكونوا تحت راية الإمام
عليٍّ من الأَسَاس!
وكأنهم لم يخرجوا لقتالٍ يُريدون به
أن يُحكَم بينهم بكتاب الله!
وهم الذين عصَوا الله فيما أمر، ونسوا
عهده، ونبذوا كتابه!
والكارثة الأشدّ وقعًا أنهم لم
يُميّزوا من هو الإمام عليٌّ - عليه السلام - ومن هو معاوية!
وها هي المسرحية اليوم تُعيد نفسها، لكن
بلونٍ آخر: باسم "الوطنية"، و"حب الوطن"، و"التغني
بالديمقراطية"، ورفع الشعارات الرنانة والصاخبة.
يخرج من كان بالأمس - بل حتى لحظة
كتابة هذا المقال - عدوًّا لهذا الوطن، خائنًا، بائعًا، مستاءً منه، يصفه بأنه
"بلدٌ متخلف"، لا يعتز به ولا يتشرف بالانتماء إليه، بل يتمنّى لو كان
منتميًا إلى بلدٍ آخر!
وهو الذي اشتغل جاسوسًا أَو عميلًا، أَو
أدَاة، أَو قفازًا مرتزِقا بيد عدو بلده!
ثم يخرج في يومٍ من السنة ليتغنّى
بحب الوطن، ويردّد شعارات مثل: «بالروح وبالدم نفديك يا وطن»، و«يحيا الوطن»، وهو
الذي كان يعمل على إفشال أهداف الثورة، ولم يقدّم أدنى جهدٍ لتعزيزها أَو إنجاحها!
بل يجرّح من ضحّى بنفسه، وملأت
جوارحه الجراح، ومن بذل دماءه وأبناءه فداءً لله سبحانه، وحمايةً لهذا الوطن، وتصحيحًا
لأهداف الثورة الجمهورية ضد النظام الملكي!
ويأتي هو ليقدّم نفسه متفلسفًا، ملقلقًا،
متمارضًا، متكاسلًا، ثم يتهم الآخرين بالخيانة!
أليس هذا أَيْـضًا "كلمة حقٍّ
يُراد بها باطل"؟!
إنهم يسعون لزعزعة الأمن والاستقرار،
ويخدمون مخطّطات العدوّ.
بل ويصفون الثورات كما يشاؤون، ويوجّهونها
حسب أهوائهم، ويغيّرون ويحرّفون مفاهيمها.
وهم الذين لم نرَ منهم موقفًا واحدًا،
ولا ريالًا واحدًا، حين كنّا نواجه أعداء الأُمَّــة من "اليهود
والنصارى".
وهم أنفسهم الذين يسعون جاهدين
لمساعدة المحتلّ كي يحتل بلادهم!
لم نرَ أَو نسمع منهم بيانًا يدين
العدوان على هذا البلد.
بل إن أكثرهم يرفع علم
"جمهوريته"، وفي الوقت نفسه يقبل بالوصاية، ويرضى بالمحتلّ، بل ويجنّد
نفسه معه، ويبعث وطنه له، ويدمّـر كُـلّ ما من شأنه حماية هذا الوطن.
بل إن بعضهم أتى ليُنفّذ مشروعَ سلبٍ
وإحراق وتفجيرٍ لأسلحة بلده التي تحميه - وبهندسةٍ إسرائيلية، وإشرافٍ وتنفيذٍ أمريكي!
والمشاهد والوثائق شاهدةٌ على ذلك.
وهكذا هي نفسية أعداء الأُمَّــة
بالأمس واليوم.
فكما تَستّر أُولئك تحت المصاحف
ليكسبوا الرأي العام من قاصري الوعي وعامة الناس،
يتستّر هؤلاء اليوم تحت الأعلام
الوطنية لنفس الغرض!
والواقع يأبى الهزيمة.
لا يعترف بالخسارة، ولا يرضى
بالمساومة على دماء الشهداء، ولا على كُـلّ التضحيات.
لا يرضى بالمساومة على الجراح
والمعاناة.
لا يرضى بالعودة إلى ماضٍ امتلأ ذُلًا،
وعارًا، وخنوعًا، وفقرًا، وجوعًا، وتطبيعًا، وخيانةً.
لا يرضى بالعودة إلى الصفر، مسلوبَ
الإرادَة، والقرار، والحرية، والسيادة.
لا يرضى بأن يصير سوقًا مستهلكًا
لمنتجات عدوه.
ولا يرضى بعدم الاكتفاء والاعتماد
على الذات.
الواقعُ يأبى أن تُسلب قوّته أَو يُجرّد
منها.
بل يسعى إلى تحقيق القوة الشاملة في
كافة المجالات.
ويدعو كُـلّ الأحرار، وكلَّ الشعوب، أن
تتحرّر، وتفكّ القيود، وتحرّر نفسها، وتقف في وجه الظلم والظلام، وتزلزل عروش
المستكبرين والطغاة الجائرين،
معتمدةً ومتوكلةً على الله تعالى،
آخذةً بأسباب التوفيق والرعاية
الإلهية،
مستمدّةً نموذجها من شعب الإيمان والحكمة.
تغطية إخبارية | حول آخر التطورات والمستجدات في غزة ولبنان | مع أركان بدر و عصري فياض و علي حمية و نضال زهوي 09-05-1447هـ 31-10-2025م
تغطية إخبارية | حول آخر التطورات والمستجدات في غزة و لبنان و السودان | مع د. وليد محمد علي، و العميد علي أبي رعد، و العقيد أكرم كمال سيروي، و د. نزيه منصور 09-05-1447هـ 31-10-2025م
تغطية إخبارية | حول آخر التطورات والمستجدات في غزة و لبنان و السودان | مع العميد عمر معربوني و حسين مرتضى و محمد جرادات و حمزة البشتاوي و محمد عثمان و إيهاب شوقي 08-05-1447هـ 30-10-2025م
تغطية إخبارية | حول آخر التطورات والمستجدات في غزة | مع عماد أبو الحسن و عبدالإله حجر 08-05-1447هـ 30-10-2025م
🔵 الحقيقة لاغير | المجرم نتنياهو يصف #اليمن بالخطر الكبير جدًا على "إسرائيل" .. ماهي الأسباب والأسرار ؟ | 11-05-1447هـ 02-11-2025م
الحقيقة لاغير | ما هي أسباب وأسرار العداء السعودي التاريخي لليمن وماذا عن وصية عبد العزيز لمنع استقرار اليمن واستقلاله؟ | 06-05-1447هـ 28-10-2025م
لقاء خاص | مع السيد عبدالكريم نصرالله (والد شهيد الإسلام والإنسانية السيد حسن نصرالله) 06-04-1447هـ 28-09-2025م
لقاء خاص | مع عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب رامي أبوحمدان - قراءة في المشهد اللبناني وتطوراته 22-02-1447هـ 16-08-2025م