• العنوان:
    استُشهد السيد حسن.. وبقي نصرُ الله
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

أمين جعفر أسعد المنبهي

تمر بنا هذه الأيّام الذكرى السنوية لاستشهاد الأمين العام لحزب الله، السيد الشهيد المجاهد حسن نصر الله، رضوان الله عليه.

وبدايةً، نعزّي أنفسنا والأمة الإسلامية والإنسانية في هذا المصاب الجلل.

ونبارك لأسرته استشهاده المبارك؛ وللعلم، فَــإنَّه لا يليق بقائد كالسيد إلا هذا الشرف العظيم والوسام الرفيع.

الفراغ الذي يخلّفه الشهداء

إن الفراغ الذي يتركه رحيل الشهداء يتفاوت بحسب المقام والمسؤولية.

فبعض الشهداء تفقده أسرته وجيرانه، والبعض تفقده أسرته وجيرانه ومجتمعه ودولته.

أما البعض الآخر، فتفقده الأُمَّــة، كُـلّ الأُمَّــة؛ فليس النقص على أسرته ولا على الحزب ولا على لبنان فقط، بل افتقدته كُـلّ الأُمَّــة والمستضعفين والمظلومين.

فسلام الله عليه يوم وُلد، ويوم استُشهد، ويوم نلحق به أعزاء شهداء.

نصر الله في قلوب اليمنيين

من يمن الإيمان والحكمة نتذكرك دائمًا؛ فأنت الوفي، الصادق، الناصح، المخلص، الورع، الزاهد، التقي، النقي، الطاهر، الشجاع.

نصرتنا يوم خذلنا الناس، ودافعت عن شعبنا يوم باعه الأقربون.

منك تعلمنا الإباء، والعزة، والقوة، والشجاعة، والصمود، والصبر، والاستبسال، والتضحية.

لن ننسى خطاباتك الحماسية، ونبرات صوتك العالية في وجه الطاغوت.

فنم قرير العين يا شهيد الإسلام والإنسانية، فنحن على دربك سائرون، ولمسيرتكم وتضحياتكم حافظون.

ونحن نتطلع إلى ما وعدتنا به في قولك: "لا ينبغي أن ننهزم لاستشهاد قائد كبير، فنحن على مشارف انتصار كبير"، ونحن نراه قريبًا إن شاء الله.

عام مليء بالأحداث والمآسي

مرّ علينا عام من الأحداث المؤلمة؛ فسوريا التي دافعت عن شعبها من الإرهاب، ها هي توقّع الاتّفاقيات مع العدوّ الإسرائيلي.

وإيران الإسلام والثورة تعرّضت للاعتداء لمدة اثني عشر يومًا.

واليمن التي كنت الناصر لها، شُنّ عليهم عدوان ثلاثي أمريكي وبريطاني وإسرائيلي.

ولبنان التي حميتها طوال ثلاثين عامًا، يواصل العدوّ احتلال مواقع فيها، ويستمر بالقصف الجوي لأهلها، وهدم مباني سكانها.

بينما حكومة نواف سلام من بعدك، فتحت الباب على مصراعيه لتنفيذ الأجندة الأمريكية والإسرائيلية، وتطالب بنزع سلاحٍ طالما دافعت به عنهم.

فلو كنت حيًّا بين أظهرهم، لتألّمت كَثيرًا مما تراه منهم حينما يطعنون في ظهر الحزب من الخلف خدمةً للعدو الإسرائيلي.

ومن جهة أُخرى، لو كنت موجودًا لما تجرؤوا أن يتحدثوا عن الحزب وسلاحه.

ولكن في ذمة الله أيها القائد، فقد ربيت ألف قائد على نهج الحسين، جهادًا في سبيل الله، ونصرةً للمستضعفين من عباد الله، حاملين الرايات: "هيهات من الذلة".

ختامًا

في ذكرى استشهادك، نعاهدك أننا على العهد ماضون، ولأعدائك محاربون، ولأخذ بثأرك مُستمرّون.

فحين ننتصر، ننتصر، وحين نستشهد، ننتصر؛ منك تعلمنا هكذا، ولسان حالنا يقول: "استُشهد السيد حسن...

وبقي نصر الله".

وسيتحقّق قريبًا بإذن الله بجهود محور الجهاد والمقاومة.

(فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين).