• العنوان:
    لماذا استهدف الكيان الصهيوني جهاز الأمن والمخابرات في صنعاء؟
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    استهداف الكيان الصهيوني لصنعاء بهذه الطريقة ليس إلا إقرارًا ضمنيًّا بعجزه عن المواجهة المباشرة، وتأكيدًا أن الحرب دخلت مرحلةً جديدةً عنوانها: الاستخبارات قبل الطيران.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

جهاز الأمن والمخابرات في صنعاء معنيٌّ بالمهام الداخلية، ولا علاقة مباشرة له بجهاز الاستخبارات العسكرية الذي يزوِّد القوات اليمنية بالمعلومات الميدانية.

ومع ذلك، أقدم الكيان الصهيوني مؤخّرًا على استهداف مقرٍّ تابع لجهاز المخابرات في العاصمة، وتحديدًا صالة كانت تؤوي معتقلين.

هذا الاستهداف يثير تساؤلاتٍ عميقة حول أسبابه ودوافعه، خَاصَّة وأنه لم يكن ذا طابع عسكري مباشر.

من المرجَّح أن الصالة كانت تضم شخصياتٍ وعناصرَ مرتبطةٍ بشكلٍ أَو بآخر بالعدوّ، الأمر الذي دفع العدوّ الإسرائيلي إلى الإسراع بالتخلص منهم، حتى لا يكشف التحقيق معهم شبكاتٍ أوسعَ وعملياتٍ استخباراتيةٍ أكبر يجري التخطيط لها داخل اليمن.

بكلماتٍ أُخرى، أراد العدوّ أن يقطع الطريق على أي اختراق قد يفضح مخطّطاته قبل أن ترى النور.

الكيان الصهيوني يدرك تمامًا أن معركته مع صنعاء لم تعد مُجَـرّد حربٍ إعلاميةٍ أَو مناوشاتٍ جوية، بل تحولت إلى مواجهةٍ استراتيجيةٍ مباشرة.

فهو يسعى بكل ما يملك من إمْكَاناتٍ إلى أن يرسِّخ لنفسه موطئ قدمٍ داخل صنعاء والمناطق المحرّرة؛ لأَنَّه يعتبر أن زعزعة الاستقرار واختراق البنية الداخلية يمنحه هامشًا من التأثير عجزت عنه آلته العسكرية.

وليس غريبًا أن يجعل من صنعاء أولويةً قصوى؛ فهي العاصمة التي صمدت لسنواتٍ أمام حربٍ وعدوانٍ شنَّتهما أمريكا والكيان المؤقَّت عبر أذرع ما يُسمَّى "التحالف العربي".

هذا التحالف خرج صفر اليدين، بل إن صنعاء استطاعت أن تخرج من الحرب أكثر قوةً وتسليحًا، ما اضطر واشنطن لاحقًا إلى التدخل المباشر لحماية الكيان الصهيوني.

لكن هذا التدخل لم يغيِّر موازين القوى، بل انقلب السحر على الساحر، ووجدت الولايات المتحدة نفسها تغادر ميدان المعركة تجرُّ أذيال الهزيمة.

اليوم، يقف الكيان المحتلّ أمام واقعٍ جديد: مواجهةٌ عسكريةٌ مباشرةٌ مع صنعاء، بعدما أدرك أن التفوق الجوي لم يعد كافيًا لحسم المعركة أَو لوقف تطور القدرات اليمنية.

هنا يصبح الجانب الاستخباراتي هو العامل الحاسم.

فالحصول على معلوماتٍ دقيقةٍ عن الداخل اليمني، وعن التحَرّكات العسكرية والسياسية، يمثل بالنسبة له ورقة البقاء.

من هذا المنطلق، يصبح استهداف جهاز المخابرات في صنعاء، أَو أي من مقرَّاته، خطوةً مفهومةً في سياق البحث عن المعلومات أَو منعها من الوصول إلى يد الدولة اليمنية.

ومع ذلك، فَــإنَّ هذا الاستهداف يكشف أَيْـضًا حالة الارتباك والخوف التي يعيشها العدوّ؛ إذ يدرك أن أي فشلٍ استخباراتيٍّ قد يقود إلى إفشال مخطّطاته بالكامل.

ولذلك فَــإنَّ من الضروري أن يواصل جهاز الأمن والمخابرات اليمني جهوده في التحقيق حول الشخصيات التي تم استهدافها داخل الصالة، لا؛ بهَدفِ الثأر فقط، بل لفهمٍ أعمق للشبكات التي حاول العدوّ توظيفها.

فجهاز المخابرات اليمني أثبت سابقًا كفاءةً عالية، وحقّق نجاحاتٍ شهد بها العدوّ قبل الصديق، ومن المتوقَّع أن يخرج من هذه الحادثة بمزيدٍ من الخبرة والعزم على سدِّ الثغرات.

إن استهداف الكيان الصهيوني لصنعاء بهذه الطريقة ليس إلا إقرارًا ضمنيًّا بعجزه عن المواجهة المباشرة، وتأكيدًا أن الحرب دخلت مرحلةً جديدةً عنوانها: الاستخبارات قبل الطيران.