بينما ملوك ورؤساء العالم يتفننون في إلقاء خطب مطبوعة حبرًا على ورق داخل أروقة الأمم المتحدة، يتفنن يمن الـ21 من سبتمبر في استراتيجية القصف، ليحوّلَ كلماته إلى أفعال تصل إلى قلب إيلات.

 فـ اليمن لا يكتفي بإصدار بيانات الإدانة بل يمارس فعل النصرة لغزة عمليًّا عبر سلاحه النوعي الذي يربك العدوّ ويكشف عجزه.

إن الضربات التي تنفذها المسيّرات والصواريخ اليمنية الانشطارية والفرط صوتية، ليست مُجَـرّد استعراض قوة، بل رسالة واضحة أن غزة ليست وحدها وأن هناك مَن يرد على العدوان في عمق الأرض المحتلّة.

الدعم لا يُقاس بالمسافة ولا بالحدود، بل يُقاس بمدى الإيمان بالقضية وبالقدرة على تحويل الإرادَة إلى قوة ردع حقيقية.

تكلفة الطائرة المسيّرة لا تتجاوز عشرات آلاف الدولارات، بينما اعتراض كُـلّ هجوم يستلزم إطلاق صواريخ اعتراضية باهظة الثمن، المعادلة هنا تصب في مصلحة اليمن، فكل مسيّرة أَو صاروخ يضاعف الخسائر الاقتصادية والنفسية للعدو، ويصيب أهدافًا حساسةً تعمّقُ من شعوره بالعجز وتؤكّـد أن عدوانه على غزة لن يمُرَّ بلا حساب.

ثورة 21 سبتمبر لم تكتفِ ببناء جيش وطني قوي، بل جعلت اليمن حاضرًا في قلب معركة الأُمَّــة.

فمن خلال نصرة غزة ومواجهة كَيان الإبادة والاستباحة عمليًّا، يثبت اليمن أن طريق التحرّر لا يُرسم بالتصريحات بل بالفعل وأن من يقف مع فلسطين لا يحتاج إلى منابر سياسية بقدر ما يحتاج إلى عزم وإرادَة وسواعد تقاتل.