• العنوان:
    ثورة 21 سبتمبر.. مسيرة تحرّر يمتد من صنعاء إلى غزة
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    حين خرج اليمنيون في 21 سبتمبر 2014، لم يكن تحَرّكهم حدثًا عابرًا، بل لحظة فاصلة دشّـنت مشروعًا وطنيًّا تحرّريًّا يرفض الوصاية الخارجية ويستعيد القرار اليمني من قبضة الهيمنة الإقليمية والدولية.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

هذه الثورة، التي أرادت بعض القوى الإقليمية إجهاضها مبكرًا، تحوّلت إلى عنوان لمرحلة جديدة من التاريخ اليمني، قوامها الاستقلال والسيادة وبناء الدولة وفق إرادَة الشعب.

عدوان شامل وحصار خانق

لم تمضِ سوى أشهر حتى واجه اليمنيون حربًا مفتوحة في مارس 2015، قادها تحالف إقليمي برعاية أمريكية وصهيونية واضحة الأهداف. كان الرهان أن اليمن سينهار خلال أسابيع، لكن السنوات أثبتت أن العدوان لم ينجح إلا في كشف حجم صلابة هذا الشعب.

تنوعت أدوات العدوان بين الضربات الجوية المدمّـرة والحصار الاقتصادي الخانق، وُصُـولًا إلى التدخل الإسرائيلي المباشر في الحرب، في محاولة لكسر إرادَة اليمنيين وثنيهم عن مواقفهم الثابتة تجاه فلسطين.

الصمود.. من المحنة إلى القوة

رغم كُـلّ تلك الظروف، لم يتراجع اليمن، بل ارتقى إلى مستوى التحدي. فقد وُلد من رحم الأزمة مشروع وطني متماسك يقوم على الاعتماد على الذات: مصانع محلية تغطي ما حُرم البلد من استيراده، حلول بديلة للدواء والوقود، وإدارة أزمات حوّلت الطوارئ إلى واقع منظَّم.

ومع مرور الوقت، أصبح اليمن نموذجًا في الصمود، تتعزز فيه فكرة أن المحنة يمكن أن تكون منطلقًا للنهوض، وأن التحديات ليست إلا فرصة لإظهار المخزون الحقيقي للأمم.

ثورة وصمود؛ مِن أجلِ فلسطين

ما يميّز التجربة اليمنية أن مشروعها التحرّري لم يكن محصورًا في الداخل فقط، بل ارتبط عضويًّا بالقضية المركزية للأُمَّـة: فلسطين.

منذ انطلاقة ثورة 21 سبتمبر، كان الموقف اليمني ثابتًا في دعم الشعب الفلسطيني، ومع تصاعد العدوان الإسرائيلي على غزة، أثبت اليمن أنه حاضر في معركة الأُمَّــة.

فالهتافات التي تخرج في الساحات، والتحَرّكات العسكرية التي تستهدف الكيان الصهيوني، والالتفاف الشعبي خلف خيار المقاومة، كلها تؤكّـد أن اليمن يرى نفسه جزءًا من معركة التحرّر الكبرى الممتدة من صنعاء إلى غزة.

دروس للعالم

بعد أكثر من عقد، باتت التجربة اليمنية درسًا مفتوحًا لكل الشعوب الطامحة للحرية. لقد برهنت ثورة 21 سبتمبر أن الإرادَة الشعبيّة أقوى من الوصاية، وأثبت العدوان أن الصمود يمكن أن يحوّل المحاصَرين إلى قادة مشروع تحرّري واسع.

واليوم، يقف اليمن -دولةً وشعبًا، حكومةً ومجتمعًا- ليؤكّـد أن معركته لم تعد معزولة، بل هي جزء من الصراع الشامل ضد الهيمنة الأمريكية والصهيونية، وأن دعمه لغزة ليس موقفًا سياسيًّا عابرًا، بل واجبًا تاريخيًّا وأخلاقيًّا متجذرًا في هُويته.