• العنوان:
    مواجهة المخطّطات المعادية.. مسؤولية دولة وشعب (قراءة في بيان وزارة الداخلية)
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    في لحظة حساسة من مسار المواجهة مع قوى العدوان، جاء بيان وزارة الداخلية الأخير ليضع النقاط على الحروف بشأن مرحلة جديدة من الحرب التي يشنّها الأعداء على اليمن.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

فنتيجة لإدراكه فشل آلته العسكرية في تحقيق أي نصر على الشعب اليمني، لجأ إلى خطة بديلة أقل كلفة وأكثر خبثًا، عنوانها ضرب الجبهة الداخلية.

وعلى الرغم من أن العدوّ -منذ البداية- لم يغفل عن هذا الأمر، فعدوانه لم يكن عسكريًّا فقط، بل شمل الجانب الأمني، والاقتصادي، والثقافي، إلا أنه اليوم أكثر إصرارًا على تفجير الأوضاع من الداخل عبر أدواته الرخيصة، وأكثر وضوحًا في كشف نواياه الخبيثة.

لذا فقد جاء بيان وزارة الداخلية ليضع الشعب اليمني في صورة ما يحدث، محذّرًا من وجود مخطّطات معادية تسعى لإثارة الفتنة وزعزعة الأمن والاستقرار، موضحًا أن هذه التحرّكات تأتي كمحاولة بديلة بعد فشل الولايات المتحدة وبريطانيا في كبح الموقف الشعبي اليمني المناصر للقضية الفلسطينية، وبعد عجز الكيان الصهيوني عن وقف العمليات العسكرية اليمنية الداعمة للمقاومة.

وحتى ندرك مدى خطورة ما يخطط له العدوّ علينا أن نعلم:

ما المقصود بالجبهة الداخلية؟ ولماذا يحرص العدوّ على استهدافها؟

الجبهة الداخلية هي وحدة المجتمع وتماسكه خلف قيادته ومؤسّساته، وهي الركيزة الأَسَاسية في مواجهة التحديات. ولهذا يحرص الأعداء على تفكيكها واختراقها؛ لأن انهيارها يعني تشتيت الجهود وتعطيل مسار الصمود، وهو ما يجعل أي تدخل خارجي أسهل وأقل كلفة.

وما تسعى إليه قوى العدوان من وراء هذه المخطّطات ليس مُجَـرّد إثارة اضطرابات عابرة، بل خلق بيئة أمنية هشة تتيح لها تحقيق ما عجزت عنه بالحرب المباشرة، وتغيير بوصلة المعركة من مواجهة الخارج إلى صراع داخلي يستنزف طاقات الشعب ويشغل أجهزة الدولة عن مهامها الأساسية.

جاهزيّة أمنية ووعي شعبي

أشار البيان بوضوح إلى أن العدوّ حاول في العام الماضي تنفيذ هذه المخطّطات عبر أدواته وإنفاق أموال طائلة لتأجيج الفتنة، لكنه فشل بفضل وعي الشعب وتعاون المواطنين مع أجهزة الدولة.

واليوم، ومع رصد الأجهزة الأمنية لمحاولات جديدة مرتبطة بذكرى 26 سبتمبر، تؤكّـد وزارة الداخلية جاهزيتها الكاملة لإفشال أية مؤامرة والتصدي بحزم لكل من تسوّل له نفسه خدمة الأعداء أو الانخراط في مشاريع الخيانة.

غير أن الأمن – كما يوضح البيان – ليس مسؤولية الدولة وحدها، بل هو مسؤولية دولة وشعب، ودور المواطن في هذه المعركة لا يقل أهميّة عن دور رجل الأمن.

فاليقظة المجتمعية، والإبلاغ عن أي تحرّكات مشبوهة، والتمسك بالوحدة الوطنية، كلها أدوات أساسية لإفشال مخطّطات الأعداء.

فالأمن لا يتحقّق بالقوة والقوانين وحدها، بل باليقظة الشعبية والوعي الجمعي والتعاون المستمر مع الأجهزة المختصة في الإبلاغ عن أي نشاط مشبوه.

هذا التكامل بين الدولة والمجتمع هو ما يجعل الجبهة الداخلية عصيّة على الاختراق، ويحوّلها من مجرد خط دفاع إلى مصدر قوة وهجوم مضاد.

كما أن مسؤولية حماية الوطن تبدأ من وعي المواطن بخطورة الشائعات والمحاولات التخريبية، وتمرّ عبر تعاونه في كشف أي تحرّكات مشبوهة، وتنتهي بصموده في وجه كل محاولات الاختراق.

فالمعركة اليوم ليست فقط على الحدود أو في الميدان العسكري، بل أيضًا في الوعي، ووحدة الصف، وصيانة الجبهة الداخلية من أن تكون مدخلًا للمؤامرات.

وفي ظل هذا الإدراك، يؤكّـد بيان وزارة الداخلية أن اليمن يواجه مخطّطات الأعداء بالاستعانة بالله عز وجل، وبوجود أجهزة أمنية يقظة جاهزة للتصدي لأي تهديد، وشعب واعٍ يدرك أن الحفاظ على أمنه واستقراره جزء لا يتجزأ من معركة التحرّر والاستقلال.