• العنوان:
    حلُّ الدولتين خيانةٌ للقضية الفلسطينية
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    كُـلّ المفاوضات السابقة، من أوسلو حتى اليوم، لم تُثمر سوى المزيد من الاستيطان والتهويد وتهجير الفلسطينيين. ومع ذلك يصرّ المطبّعون على إعادة تدوير الوهم ذاته.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

     

منذ عقود تروّج الولايات المتحدة والأنظمة المطبّعة لمشروع "حل الدولتين"؛ باعتبَاره مخرجًا للصراع العربي-الصهيوني. لكن القراءة المتأنية لهذا الطرح تكشف أنه ليس سوى غطاء سياسي لإضفاء الشرعية على الكيان الصهيوني، وتجريد الشعب الفلسطيني من حقه التاريخي في كامل ترابه.

جوهرُ القضية الفلسطينية يقوم على مبدأ بسيط وواضح: الأرض كلّها ملك للشعب الفلسطيني، والاحتلال كيان دخيل لا شرعية له. أما "حل الدولتين" فيُكرِّس وجود المحتلّ على أكثر من 80 % من الأرض، ويجعل من الفلسطينيين مُجَـرّد أقلية محاصَرة في كانتونات ممزقة، بلا سيادة حقيقية ولا قرار مستقل. هذا المشروع ليس سلامًا بل استسلام مقنّع.

تحليل المواقف الدولية يبيّن أن الغرب لا يطرح "حل الدولتين" حرصًا على الفلسطينيين، وإنما لحماية أمن إسرائيل وضمان تفوقها. ولذلك يضغطون باتّجاه تسوية تُنهي المقاومة وتجرّد الشعب من سلاحه، مقابل وعود هشة بدولة شكلية بلا مقومات. هكذا يتحول المشروع إلى أدَاة خيانة، لأنه يسعى لانتزاع جوهر الصراع المتمثل في التحرير الكامل، واستبداله بتسوية زائفة.

التجربة العملية أثبتت أن كُـلّ المفاوضات السابقة، من أوسلو حتى اليوم، لم تُثمر سوى المزيد من الاستيطان والتهويد وتهجير الفلسطينيين. ومع ذلك يصرّ المطبّعون على إعادة تدوير الوهم ذاته، في محاولة لإقناع الشعوب بأن القبول بالاحتلال أمرٌ حتمي.

الحقيقة أن خيارَ المقاومة وحده أثبت فعاليته، وهو ما تجلّى في معارك غزة المتكرّرة، وفي تنامي قوة محور المقاومة إقليميًّا. هذه الحقائق تضع مشروع "حل الدولتين" في موقع الخيانة المباشرة، لأنه يسعى إلى إخماد روح المقاومة التي أثبتت قدرتها على تغيير المعادلات.

إن الموقف المبدئي اليوم هو رفض أي تسوية تنتقص من حق الشعب الفلسطيني في كامل أرضه، والتأكيد أن تحرير فلسطين من البحر إلى النهر هو القضية المركزية للأُمَّـة، وأي مسار آخر لا يعدو كونه خيانة للتضحيات ودماء الشهداء.