• العنوان:
    الرهان الخاسر..
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    احتلال دمشق -بحسب الرواية التلمودية- بدايةَ التوسُّع ومجيء المسيح. والتوغلات المُستمرّة في الأراضي السورية والمتكرّرة إنما تمهّد الطريق للانقضاض عليها.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

  

التوغلات الإسرائيلية المُستمرّة في الأراضي السورية لا يمكن أن تشيرَ إلا إلى أن العمل قد بدأ فعليًّا على الأرض في تنفيذ مشروع (إسرائيل الكبرى). وأن العدوّ الإسرائيلي بهذه التوغلات يخطِّط لاحتلال العاصمة السورية "دمشق".

احتلال العاصمة "دمشق" بالنسبة له، وبحسب الرواية التلمودية، يعني: بدايةَ التوسُّع ومجيء المسيح.

يقول الحاخام اليهودي "مناحيم مندل شنيرسون" زعيم حركة "حباد" مبشِّرًا ومحفّزًا الهالك "آرئيل شارون" خلال حرب أُكتوبر 1973م: "إذا تمكّنتم من احتلال دمشق، فهذا يعني أن موعد مجيء المسيح قد اقترب".

والمسيح عند اليهود، طبعًا، لا يعنون به النبي "عيسى" ـ عليه السلام ـ، وإنما يعنون به "الملك المخلِّص" الذي سيحكم "إسرائيل الكبرى" من النيل إلى الفرات.

المهم..

عندما يطلع مجرم الحرب نتنياهو قبل أَيَّـام من على إحدى القنوات التلفزيونية، ويقول بالحرف الواحد: "أشعر أنني في مهمة تاريخية وروحانية تتوارثها الأجيال، فأنا مرتبط جِـدًّا برؤية "إسرائيل الكبرى"، التي تشمل فلسطين والأردن وسوريا ولبنان ومصر".

فهذا لا يشير إلا إلى قناعة راسخة لديه تقول بأنه يمكن أن يكون هو ذلك الملك المخلِّص، وأنه قد بات أقربَ ما يكون إلى إعلان نفسه كذلك؛ خَاصَّةً وأنه لم يعد يفصل بينه وبين ذلك سوى احتلال دمشق.

وهذا لا يعني، بالطبع، إلا حاجةً واحدة فقط هي أنه، وبهذه التوغلات المُستمرّة في الأراضي السورية والاعتداءات المتكرّرة عليها، إنما يمهّد الطريق للانقضاض على دمشق واحتلالها حالما يرى الفرصة قد سنحت له بذلك.

هذه هي الحقيقة المُرة التي لا يريد أن يفهمَها أَو يستوعبَها النظامُ الجديد في سوريا، والذي لا يزالُ ظاهريًّا مراهِنًا على أن الحوار والجلوس إلى طاولة المفاوضات يمكن أن يوقف أَو يكبح جماح هذا العدوّ الصهيوني من مواصلة اعتداءاته وتوغلاته في الأراضي السورية.