• العنوان:
    تحصين الجبهة الداخلية.. عقيدة قرآنية في مواجهة حرب الإضلال
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    في زمنٍ تلاطمت فيه أمواجُ الفتنِ وتعاظمت فيه تحدياتُ العدوّ، يظلُّ القرآن الكريمُ هو البُوصلةَ التي تهدي الأُمَّــة إلى برِّ الأمان.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

فبيانُ وزارةِ الداخليةِ الأخير ليس مُجَـرّد تحذيرٍ أمنيٍّ، بل هو صدى لعقيدةٍ قرآنيةٍ راسخةٍ في مواجهةِ حربٍ لم تَعُد تقتصرُ على الميدان، بل امتدت لتشملَ العقولَ والقلوبَ. إنها حربُ الإضلال، التي يحاولُ فيها العدوّ أن يضربَ "الجبهةَ الداخليةَ" بعد فشلِه في مواجهةِ صمودِ "الجبهةِ الخارجيةِ".

يقول الحقُّ سبحانه وتعالى في محكمِ آياته: {ٱلَّذِینَ آمَنُوا۟ وَلَمۡ یَلۡبِسُوۤا۟ إِیمَـٰنَهُم بِظُلۡمٍ أُو۟لَـٰۤئكَ لَهُمُ ٱلۡأَمۡنُ وَهُم مُّهۡتَدُونَ}.

هذه الآيةُ ليست مُجَـرّد وعدٍ إلهيٍّ، بل هي قانونٌ كونيٌّ يحكمُ العلاقةَ بين الإيمانِ والأمنِ. فالأمنُ الحقيقيُّ ليس نتيجةَ قوةٍ عسكريةٍ فحسب، بل هو ثمرةُ إيمانٍ خالصٍ لا يشوبُهُ "ظلمٌ". وهذا الظلمُ ليس بالضرورةِ أن يكونَ خيانةً صريحةً، بل قد يكونُ غفلةً أَو استجابة لشعاراتٍ خادعةٍ تستهدفُ تمزيقَ الوحدةِ الوطنيةِ.

لقد حاول العدوّ الأمريكيُّ والإسرائيليُّ، بأساليبهم الملتويةِ، استغلال المناسباتِ الوطنيةِ لتحويلِها إلى أدوات لإثارة الفتنةِ. هذا النهجُ ليس جديدًا، فالقرآن الكريمُ حذَّرَ من المنافقين الذين يسعون في الأرض فسادًا ويقولون: "إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ".

هم يلبسونَ قناعَ الإصلاح وهم في الحقيقةِ يُضمرونَ الشرَّ. وهنا تكمنُ خطورةُ حربِ الإضلال: أن العدوّ لا يأتي بوجوهٍ سافرةٍ، بل يأتي متنكرًا في ثوبِ الصديقِ أَو الناصحِ، ليغرسَ بذورَ الشكِّ والخلافِ.

إن تحصينَ الجبهةِ الداخليةِ هو مسؤوليةٌ جماعيةٌ، تبدأُ بوعيِ الفردِ ويقظتِه. إن كُـلّ مواطنٍ هو خطُّ الدفاعِ الأول، ومراقبٌ أمين على أمنِ وطنِه. إن اليقظةَ المطلوبةَ ليست أمنيةً بحتةً، بل هي يقظةٌ فكريةٌ وإيمانيةٌ، تحمي العقلَ من الأفكار الهدامةِ، والقلبَ من المؤامراتِ الخبيثةِ.

ختامًا، إن صمودَ الشعبِ اليمنيِّ في وجهِ العدوانِ الخارجيِّ هو نتاجُ إيمانِه العميقِ. وهذا الإيمانُ هو نفسُهُ الذي سيحمي الجبهةَ الداخليةَ من مكائدِ الأعداء.

فكما انتصرت إرادتُنا في الميدانِ، ستنتصرُ حتمًا في حربِ الإضلال، لأن "الأمنَ" و"الهدايةَ" هما مصيرُ الذين لم يخلطوا إيمانَهم بظلمٍ.