• العنوان:
    21 سبتمبر.. ثورة بلا وصاية
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    اليوم ترسم الثورة ملامح الاعتزاز والفخر والعزة والكرامة في الشعب اليمني، بوقوفه إلى جانب إخوانه في غزة في كُـلّ الساحات والميادين
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

    

في ذلك الوقت العصيب كانت شرارة الثورة انطلاقةً ضروريةً وملحّةً لإنقاذ الشعب والوطن من مآسٍ وويلات وتدميرٍ وخرابٍ عصفت بالبلاد لأعوام؛ بسَببِ هيمنة الخارج على قراره السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي، بل حتى الإنساني، عبر عملاءٍ وخونةٍ في الحكم وعلى رأس السلطة يسعون لتنفيذ أجنداتهم عبرهم لتدمير مقوّمات الحياة أرضًا وإنسانا.

ولولا عناية الله سبحانه وتعالى، واستشعار الثوّار للمؤامرات الخارجية والداخلية التي كانت تسعى لتفجير الوضع الداخلي وخلق صراعات وحروبٍ تحت مسميات دينية وطائفية وقبلية وإقليمية وغيرها، وفق المخطّطات الصهيونية والأمريكية والسعوديّة والإماراتية، لما استطاع الشعب مجابهة ذلك العبث.

تحَرّك الثوّار لإخماد وقطع دابر أُولئك الطغاة والخونة والعملاء، وكسر هيمنتهم وجبروتهم، وفضحهم أمام الشعب والعالم، فقد كانت العواقب وخيمة على الأُمَّــة لو لم يتدخلوا.

فهي ثورة المستضعفين: ثورة طاهرة، نقية من العمالة والعملاء.

تحَرّك الثوّار بخطوات وموجِّهات قائد الثورة السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي -حفظه الله- بوعيٍ وإرادَة ومشروعٍ جامعٍ للهُوية الإيمانية والشعبيّة تحت مظلّة القائد للحرية والاستقلال من الهيمنة الخارجية.

وما إن بدأت شرارة الثورة تلمع حتى علت أصوات دول الاستكبار وغيرها تنهق على عملائها بتنديداتها وتصريحاتها، بل سارعت إلى العدوان على الشعب اليمني خلال أشهر، خوفًا من فقدان مصالحها ورفع يدها عن الوطن؛ لأَنَّها أدركت أنها أمام ثورة إيمانية يمنية خالصة -لا وصاية ولا عملاء ولا ارتهان للخارج- مخالفةً لثوراتٍ سابقة كانت ترتبط بأطماع شخصية ووصايةٍ خارجية.

حينها شعرت دول الاستكبار والهيمنة أن ثورة 21 سبتمبر 2014 ستغيّر المعادلة في البلد بأسره، وتمتد آثارها إلى بقية الدول لتقود ثورة وعيٍ وبناءٍ واقتصاد وأمنٍ واستقرار، وتكوين جيش وطني إيماني، وتطوير قدرات التصنيع العسكري التي افتقدتها الشعوب لعقود؛ بسَببِ سيطرة قوى الاستكبار.

فستبدأ الشعوب تتحرّر وتنتفض لتحرير بلدانها ومقدساتها.

لا شكّ أن الثورة مُستمرّة، وقد أنجزت إنجازات عظيمة تجسدت على أرض الواقع في كسر هيمنة الخارج ورفض الوصاية الخارجية، وتحقيق الأمن والاستقرار من خطر الجماعات التكفيرية كـ"القاعدة" و"داعش" التي كانت تسعى لذبح أبناء الشعب اليمني وسحلهم وممارسة أبشع الجرائم كما فعلت في العراق وسوريا ولبنان عبر عقود.

ولم تقف المسارات الثورية عند ذلك، بل سارعت لبناء جيشٍ وطني قوي يحمل الوعي والبصيرة لمواجهة أعداء اليمن والتصدي لكل المؤامرات الخبيثة.

واندفع الثوّار الأحرار نحو التصنيع والتطوير والإنتاج للصواريخ والطائرات المسيرة والأسلحة الخفيفة، وكذلك إلى تنمية قطاعات الزراعة والثقافة والاقتصاد، ومواجهة مخطّطات العدوان، ففشلت كُـلّ محاولات الخصوم أمام الإرادَة الحرة الصلبة بصمودٍ أُسطوري أذهل العالم.

اليوم ترسم الثورة ملامح الاعتزاز والفخر والعزة والكرامة في الشعب اليمني، بوقوفه إلى جانب إخوانه في غزة في كُـلّ الساحات والميادين، وبالانتصارات المتتالية التي يحقّقها أبطال قواتنا المسلحة في نصرة المستضعفين في غزة، من خلال ضرب الكيان الصهيوني في البحر وفي مختلف المناطق الفلسطينية بالصواريخ المجنّحة، والفرط الصوتي، والصماد، والقاهر، والمسيرات، وفرض الحصار على الكيان عبر منع السفن التابعة له أَو المتعاملة معه، في ظل صمت عربي وإسلامي مخزٍ من غالبية الدول.

إن محور المقاومة هو الذي أثبت للعالم أن غزة جزء لا يتجزأ من الهُوية العربية والإسلامية، وأن تحرير القدس يعد من الأولويات في إطار التحرّر من الاستعمار، وأن زوال (إسرائيل) من الوجود ضرورةٌ حتمية.