• العنوان:
    عداء اليهود.. أهميّة ترسيخه وخطورة نسيانه
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    الشعور الحقيقي بالعداوة لليهود والنصارى، يمثّل عاملًا مهمًّا في بناء الواقع الداخلي وإعداد العُدَّة في جميع المجالات؛ لنكونَ بمستوى المواجهة لأيِّ عدوٍّ يتربَّصُ بنا.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

          

إنّ الله سبحانَه وتعالى عندما يرشدنا إلى مَن هو العدوّ الحقيقي للأُمَّـة الإسلامية وللمؤمنين بشكل عام دون استثناء بقوله تعالى: ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُواْ اليَهُودَ﴾، فهو بهذا الإرشاد يرسخ فينا أننا أُمَّـة لها أعداء، ويريد منا استحضار حالة العداء لهم بالإعداد.

ترسيخ العداء لليهود والنصارى، والشعور الحقيقي بالعداوة لهم، يمثل عاملًا مهمًّا في بناء الواقع الداخلي وإعداد العُدَّة في جميع المجالات؛ لنكون بمستوى المواجهة لأي عدوٍّ يتربَّص بنا.

كما أن استشعار العداء لهم يدفع إلى الاكتفاء الذاتي في جميع المجالات، ونكون أُمَّـة مستقلة في قراراتها وسياساتها وتبنيها للمواقف العملية من واقع القوة التي أمر الله بإعدادها بقوله تعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾.

وقد أثبتت مختلف التجارب البشرية أن الشعور بالتحدي والإحساس بالقهر، والعمل على الانعتاق من رَقِّ العبودية والتحرّر من الهيمنة، هو العامل الحاسم في بناء الأمم ونهضتها؛ وهو البوابة إلى انتشالها من التخلف والبؤس والمعاناة.

كما أثبتت التجارب المعاصرة في الواقع الإسلامي أن العداء والسخط يمثلان حافزًا مهمًا لبناء الواقع الداخلي في مواجهة التحديات، ويعطيانه وعيًا عاليًا ويُرسِمَان له هدفًا حضاريًّا.

حتى لا تبقى أُمَّـة ضعيفةً مشتَّتةً بدون هدف أَو مشروع، وحتى لا تعيش حالة التيه والغفلة فيقنعها الآخرون بأن تكون أُمَّـة ذليلة مستسلمة تقبل بوصايا الآخرين عليها لاستذلالها.

 

سر نجاح السخط وترسيخ العداء

ما هو الحال اليوم في اليمن؟ عندما رسخ أبناء الشعب اليمني العداء لأمريكا و(إسرائيل)، انطلق بكل قوة لإعداد العدة في جميع المجالات والسعي للاكتفاء الذاتي في المجال الاقتصادي، وتطوير القدرات العسكرية، ليقوم بواجبه الديني والمقدس لنصرة الشعب الفلسطيني، من موقع القوة والاستقلال التام في تبني المواقف واتِّخاذ القرارات.

وما يقوم به الشعب اليمني قيادةً وشعبًا ليس إلا ثمرةً من ثمرات ترسيخ العداء لليهود والنصارى، وبحالة الشعور الحقيقي لعداوة اليهود والنصارى، فرض الشعب اليمني نفسه في الإقليم والمنطقة ممثلًا بقيادته الحكيمة والشجاعة.

 

خطورة نسيان العداء للأعداء

تجعلنا أُمَّـة ذليلة مستسلمة خاضعة، قابلة للسيطرة عليها وعلى أفكارها، قابلة للتأثر بالثقافات والحضارات الغربية.

تجعل منا أُمَّـة ليس لها حضارة ولا ثقافة ولا قيم ولا قوة، بل أُمَّـة قابلة لطمس هويتها وأفكارها وثقافتها، متأثرةً بثقافة الأعداء، كما هو حال الأُمَّــة العربية والإسلامية زعماءً وملوكًا وأمراءً وشعوبًا.

كما أن خطورة نسيان العداء تحول الأُمَّــة إلى ميدان تجارِب وسوقٍ استهلاكية لأعدائها، وتوقفها عن الإنتاج والابتكار والعمل على الاكتفاء الذاتي.

بينما هم الأعداء -اليهود والنصارى- لا يتوقفون عن خلق العداوة وترسيخ السخط في مجتمعاتهم ضد أبناء الإسلام قاطبةً، بكل الوسائل ومختلف العناوين.