• العنوان:
    لا قمةَ إلا القمة العربية اليمنية
  • المدة:
    00:00:00
  • الوصف:
    قمة العرب الحقيقية تُعقد كُـلّ جمعة في اليمن.. يحضرها الشعب، ويُرفع فيها الصوت الصادق، وتُعلن القرارات بالفعل قبل أن تُتلى باللسان.
  • التصنيفات:
    مقالات
  • كلمات مفتاحية:

     

في زمنٍ تتسابق فيه القمم العربية على إصدار البيانات المكرورة، وفي وقتٍ باتت فيه المؤتمرات الرسمية أشبه بمسرحيات سياسية تفقد أثرها بمُجَـرّد انتهاء الجلسات، يبرز اليمن بقمّته الشعبيّة الأسبوعية التي تعقد في الميادين، لا في القاعات المغلقة، وتسبق فيها الأفعال الأقوال، وتغدو الكلمات مُجَـرّد صدى لعملٍ مُنجَز وموقفٍ مُعلَن.

هذه القمة ليست حِكرًا على الملوك والرؤساء، ولا مشروطة بالبروتوكولات ولا مقيدة بجدول أعمال معدّ مسبقًا، إنها قمة العرب الحقيقية التي تُعقد كُـلّ جمعة في اليمن: في ميدان السبعين بصنعاء، وفي ساحات صعدة وتعز والحديدة وإب وذمار وعمران وحجّـة وكل محافظة يمنية.

يحضرها الشعب، ويُرفع فيها الصوت الصادق، وتُعلن القرارات بالفعل قبل أن تُتلى باللسان.

 

قمّة لا تفرغ من معناها

بينما القمم الرسمية تنفضّ تاركة خلفها بيانات الشجب والإدانة والاستنكار، تُثبت القمة الشعبيّة اليمنية أنها وحدها من تحمل معنى "القرار العربي المستقل".

فاليمن لم ينتظر إذنًا من مجلس الجامعة العربية ولا تفويضًا من أمينها العام ليعلن أن فلسطين قضية مركزية، وأن العدوّ الصهيوني عدو الأُمَّــة، وأن دماء غزة ليست للمساومة ولا للمتاجرة السياسية.

في القاعة الرسمية تَسقُط الأقنعة، وفي الساحة الشعبيّة تَرتفع الرايات.

هناك يجلسون على كراسٍ وثيرة يوزّعون كلمات مجاملة، وهنا يقف الناس حفاة أَو بأبسط ما يملكون لكنهم يملؤون الأرض هتافًا وإيمانًا ووعيًا.

تلك هي المفارقة التي تجعل من القمة اليمنية قمة العرب الحقيقية.

 

سبْقُ الأفعال للأقوال

منذ اندلاع العدوان على غزة، لم يكتفِ اليمن ببيان تضامن، بل تحوّل إلى فعل مباشر: انطلقت صواريخه وطائراته المسيرة لتضرب سفن العدوّ في البحر الأحمر نصرة لغزة.

وأعلن الشعب والقيادة موقفًا صريحًا أن أمن فلسطين من أمن اليمن، وأن دماء أهل غزة دماؤنا.

كُـلّ ذلك سبق أي بيان أَو مؤتمر، فكان الموقف الفعلي هو النص الذي كتبه الشعب بدمه وصموده.

هذه الروح العملية هي التي تميز قمة اليمن عن أية قمة أُخرى: الشعب لا يكتفي بالتصفيق، بل يشارك بنفسه في صناعة المعادلة، والقيادة لا تكتفي بالتحليل السياسي، بل تترجم موقفها في الميدان.

 

قمة أسبوعية متجددة

ما يجعل من القمة اليمنية حدثًا فريدًا أنها ليست مناسبة موسمية، ولا لقاءً سنويًّا ينتظر دعوات رسمية، بل هي موعد أسبوعي ثابت، تجتمع فيه الحشود لترسل رسائل للأُمَّـة والعالم:

كل جمعة، تتحول شوارع صنعاء والمحافظات إلى ساحات قرار، ويصبح الشعب نفسه هو البيان، والجماهير هي اللغة التي يفهمها العدوّ والصديق.

 

اليمن يُعيد تعريف العروبة

بهذا الفعل الشعبي الجماعي، أعاد اليمن الاعتبار لفكرة القمة العربية.

فالعروبة ليست اجتماعًا رسميًّا بين زعماء متنازعين، بل هي موقف مشترك يجمع الأُمَّــة على كلمة سواء.

والعروبة الحقيقية ليست شعارات على ورق، بل دماء وعرق وتضحيات تصنع واقعًا جديدًا.

اليمن أثبت أن القمة الشعبيّة هي التي تُصنع من تحت، من قلوب الناس وأفواههم، وأن القمة الرسمية بلا ظهر شعبي ليست سوى قاعة فارغة.